Grace to You Resources
Grace to You - Resource

كما تَعلَمون، إنْ كنتم معنا خلال الأسابيع القليلة الماضية، فإنَّنا نحاول أنْ نُشارك معكم سِلسِلةً صغيرةً كاستراحةٍ قصيرةٍ في أثناء دِراسَتِنا لإنجيل مَتَّى؛ وهي بعنوان: "تشريح الكنيسة". وهي دراسة تُعيدُنا إلى أساساتنا. فغالِبًا، عندما تنمو الكنيسة فإنَّها تنمو مِثْلَ بُرْج "بيزا" المائِل. فهي تبتدئ بالمَيلان نحو هذا الاتجاه أو ذاك. وقد نحتاج أحيانًا على طول الطريق أنْ نرْسِمَ خَطًّا وأنْ نَتَيَقَّنَ مِنْ أننا لا نَحيدُ عن أساساتنا. وهذا هو حقًّا ما نسعى إليه في هذه السلسلة القصيرة إذْ نحاول أنْ نعودَ إلى الوراء لاسترجاع تاريخ بناء كنيستنا ولتذكير أنْفُسِنا مِنْ جديد بالأشياء التي جعلتنا مُمَيَّزين في البداية – وهي ذات الأشياء التي كَرَّسنا أنْفُسْنا لها حقًّا.

وأنا أرغب مِنْ كل قلبي أنْ تكون الكنيسة كما يُريد المسيح لها أنْ تكون. فهذا هو شَغَفي الأكبر. وقد أُجْرِيَتْ معي مُقابلة في هذا الأسبوع مِنْ قِبَلِ رَجُلِ يَعمل مُحَرِّرًا في مجلة تُصْدِرُها هيئة "المَلَّاحُون" [نافيجيتورز - Navigators]، وعنوان المجلَّة هو "التَّلْمَذة" (Discipleship). وهي مجلَّة جيِّدة جدًّا. وقد سألني عن شوق قلبي تُجاه الكنيسة فقُلت: "إنَّ شوق قلبي تُجاه الكنيسة هو أنْ تكون الكنيسة كما صَمَّمَها المسيحُ أنْ تكون". فهذا هو شَغَفُ قلبِ قادتنا والعاملين لدينا. وأنا أعرف أنَّ هذا هو شَغَف قلوبِكُم أنتم أيضًا. ولكي نبقى على المسار الصحيح ونتذكَّر الأشياء التي ربما نسيناها، ولكي نُعيد تأكيد الأشياء التي تَذَكَّرناها، فإنَّنا نسترجع بعض المبادئ الأساسيَّة المختصَّة بتشريح الكنيسة. فما هو قَصْدُ الله للكنيسة؟

قبل بِضْع سنوات، عندما كنتُ أُعَلِّم مادة "عِلْم بِناء الكنيسة وتَنْظيمِها"، والعقيدة المختصَّة بالكنيسة في كليَّة لاهوت "تالبوت" (Talbot Seminary)، كنتُ أَطُلُبُ مِنْ طُلاَّبي أنْ يَقرأوا كتابًا بعنوان: "مُؤمنو الله الكثيرو النِّسيان" (God’s Forgetful Pilgrims). وهو كتابٌ صغيرٌ رائع كتبه "مايكل غريفيثس" (Michael Griffiths) مِنْ إنجلترا. ومِنْ بين أمور كثيرة مفيدة يقولها الكاتب فإنَّه يقول شيئًا بَقِيَ عالِقًا في ذِهْني وَهُوَ الآتي: "يبدو أنَّ المسيحيِّين جميعًا يُعانون نوعًا غريبًا مِنْ فُقْدانِ الذَّاكِرَة. فَهُناك أُناسٌ كثيرون مِمَّن يذهبون إلى الكنائس يَنْسَوْن سبب ذهابِهم. فَهُمْ يَحضُرون الخدمات أسبوعًا تلو الآخر في مَبْنَىً خاص، ويَحرَصونَ على الذهاب إلى ذلك الاجتماع كُلَّ أسبوع؛ ولكنهم لا يُفَكِّرون في الهدف مِمَّا يَفعلونَهُ. فالكتاب المُقدَّس يتحدَّث عن عروس المسيح، ولكنْ يبدو أنَّ الكنيسة اليوم تُشبه ’سندريلا‘ ترتدي ملابس رَثَّة وتَدْفِنُ رأسَها في الرَّماد لأنَّها نسيت تمامًا أنَّه ينبغي لها أنْ تكون فتاةً ناضجةً وجميلة". وهو مُحِقٌّ مِنْ عِدَّةِ أوجُه. فالكنيسة كما ننظر إليها عامَّةً في جميع أنحاء أمريكا، والتي ينبغي أنْ تكون عروس المسيح، تُشبه نوعًا ما سندريلا بائسة. لذلك يجب علينا أنْ نُعيد تأكيد الأمور التي لا نِقَاش فيها والعناصر الرئيسيَّة للكنيسة. ويجب علينا أنْ نعود إلى فِكْرِ اللهِ الأصليّ مِنْ نحونا. وهذا هو ما نسعى إلى القيام به في هذه السلسلة القصيرة إذْ نحاولُ فقط أنْ نُعيد تذكيركم بالمبادئ الرئيسيَّة التي ينبغي أنْ تقوم عليها الكنيسة.

فنحن لا نريد أنْ نجد أنْفُسَنا في موقفٍ نَفْقِد فيه تقييمنا السليم. بعبارة أُخرى، فإنَّنا لا نريد أنْ نُقَيِّمَ الكنيسة وَفْقًا لأسُس خاطئة أو مبادئ خاطئة. وقد قال "جين غيتز" (Gene Getz) إنَّ هذا يحدُث غالبًا. فقد كَتَبَ في كِتابه "تَقْييم الكنيسة" الكلمات التالية: "البعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة نَشِطَة. وَهُمْ يُقَيِّمون نُمُوَّ الكنيسة بعدد الاجتماعات التي تُعْقَد في كُلِّ أسبوع وبعدد البرامج المختلفة التي تُقَدَّمُ فيها. والبعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة نامية. فما دام هناك أناسٌ جُدُدٌ يأتون إليها ويَبْقَوْنَ فيها، فإنَّهم يعتقدون أنَّها كنيسة ناضجة. وطالما أنَّ عدد الرُّعاة يزداد، فإنَّهم يعتقدون أنَّ كُلَّ شيءٍ يسير على ما يرام. والبعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة مِعطاءة. فطالما أنَّ الناس يُسْهِمون ماليًّا في البرامج المُقامة في الكنيسة ويدعمون مشاريعها المختلفة فإنَّهم يعتقدون أنَّها كنيسة ناضجة. والبعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة رابحة للنُّفوس. وَهُمْ يقولون إنَّ هذهِ حقيقة تُبَرْهِنُ على نفسها بنفسها. فعندما يَقودُ المُؤمنون أُناسًا آخرين إلى المسيح ونسمعُ بصورة مُنتظَمة اعترافات الإيمان مِنْ هؤلاء، ونُعَمِّدُ بانتظام مؤمنينَ جُدُدًا، مِنَ المؤكد أنَّ لدينا كنيسة بحسب معايير العهد الجديد. ...

"والبعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة تمتلك فِكْرًا إرساليًّا، أيْ أنَّها كنيسة تدعم الإرساليَّات حول العالم وتُخَصِّصْ جُزْءًا كبيرًا مِنْ ميزانيَّتِها الإجماليَّة للكِرازة حول العالم. والبعضُ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة تُدار بِسَلاسَة، أيْ أنَّها كنيسة يَسيرُ فيها كُلُّ شيءٍ تنظيميٍّ بصورة منظمة إلى حَدٍّ كبير. فهي تُشبه المَكَنَة التي تَدور على ما يُرام، ولديها أوصاف وظيفيَّة للعاملين فيها، وتعمل ثماني ساعات يوميًّا، ولديها استراحات قصيرة لتناول القهوة، ولديها بطاقات لِمُراقبة ساعات الدَّوام. فكُلُّ شَخصٍ فيها يعملُ الشيءَ الذي عُيِّنَ للقيام به في الوقت المطلوب وبكفاءة. ...

"وهناك مَنْ يقول إنَّ الكنيسة الناضجة هي كنيسة مُمتلئة بالرُّوح القُدُس. وهذه هي الكنيسة المُتَحَمِّسة والنَّشِطة التي تُظْهِر الكثير مِنَ العاطفة والحماسة. وكُلُّ شخصٍ فيها يعرف مواهبه ويستخدمها بانتظام. وأخيرًا فإنَّ البعض يقول إنَّ أَهَمَّ مِقْياسٍ للنُّضْج هو أنْ تكون الكنيسة كبيرة ويأتي إليها آلافُ الأشخاصِ لحضور مدرسة الأحد واجتماعات الكنيسة في كُلِّ يوم أحد. فالنُّضْجُ [في نظر هؤلاء] يَتَمَثَّل في عدد الموظفين الكبير، والحَافِلات الكثيرة التي تُؤَمِّن المواصلات للأطفال، ويتمثَّل في البرامج الكثيرة أو في خِدْمِة الإذاعة والتلفزيون، والمدرسة المسيحيَّة النَّهاريَّة، وكُليَّة اللاهوت المسيحيَّة، وأيضًا في مطبعتها الخاصة الَّتي تَطْبَعُ فيها منشوراتِها. ..." ثُمَّ إنَّ "غيتز" يقول: "ومِنَ المؤسف حقًّا أنَّ بعض الناس يعتقدون أنَّ ما ذَكَرْتهُ هو المعايير الكتابيَّة للنُّضْج".

والحقيقة هي أنَّ هذه الأشياء ليست خاطئةً بذاتها. فلا خَطَأَ أنْ تكون الكنائس نَشِطَة، ونامية، ومِعطاءَة، ورابحة للنفوس، وتمتلك عقليَّة إرساليَّة، وتسير بسلاسة، وتمتلئ بالرُّوح، وأنْ تكون كبيرة الحجم. ولكِنْ قد تمتلك الكنيسةُ كُلَّ هذه الأشياء وتكون مُجَرَّد بِدْعَة. وقد تمتلك كل هذه الأشياء وتكون مُجَرَّد بدعة. فهذه الأشياء ليست النُّقطة الجوهريَّة. وهي ليست الأمر الرئيسيّ. لذلك فقد انتقلنا مِنَ الحديثِ عنِ اللَّحْم إلى الحديثِ عنِ التشريحِ الدَّاخليّ. فما يَعْنينا هو الأشياء الداخليَّة. وكما قُلتُ لكم قبل بِضعة أسابيع، فإنَّ الرُّعاة يأتون إلى هنا غالبًا ويُبدونَ رغبتهم في معرفة الأمور الخارجيَّة. ولكننا نُريد أنْ نُخبرهم عن الأمور الداخليَّة. فهذه هي المسألة الجوهريَّة التي نتحدَّثُ عنها. فنحنُ لا نتحدَّث عنِ الأنشطة، بل نتحدث، بصورة رئيسيَّة، عنِ المواقف ... المواقف. فهي الأنظمة الحياتيَّة التي تَسْري في داخل الكنيسة. فهذه هي الأمور الجوهريَّة ... الأمور الجوهريَّة. وقد تَحَدَّثنا بادئ الأمر عن الهيكل العظميّ. أليس كذلك؟ وقد تحدثنا عن أهمية أنْ نُؤكِّد الهيكلَ الَّذي لا جِدالَ فيهِ، والرئيسيَّ، والذي يُعْطي الكنيسة شَكْلَها. فقد تَحَدَّثنا عن أمورٍ مِثْلَ إجْلال الله، والسُّلطة المُطْلقة للكتاب المقدَّس، ووضوح العقيدة، والقداسة الشخصيَّة، والسُّلطة الرُّوحيَّة. وقد قُلنا إنَّ هذه الأمور هي أمورٌ غير قابلة للنقاش، وإنَّها مفاهيم هيكليَّة رئيسيَّة، وإنه ينبغي لنا أنْ نمتلك هذه الأشياء.

وبعد أنْ تَحَدَّثنا عنِ الهيكل العظميّ، قُلْنا إنَّ الكنيسة يجب أنْ تمتلك أنظمة داخليَّة مُحددة. فكما أنَّ الجسد يمتلك أنظمة داخليَّة تجعله حيًّا، يجب على الكنيسة أيضًا أنْ تمتلك بعض الأنظمة المُحددة. وهذه تَظْهَرُ في شكل مواقف. وكما تَرَوْن، فإنَّنا نسعى حقًّا إلى تَبَنِّي هذه المواقف. فنحن لا نريد أنْ تسير الكنيسة بطريقة آليَّة. ونحن لا نريد أنْ تكون الكنيسةُ جامدةً أو مُجرَّدَ طقوس خارجيَّة أو ممارساتٍ، ولا أنْ تقوم على الأداءِ لِئَلَّا نَسْمَعَ مِنَ اللهِ الشيءَ نفسه الذي سَمِعَهُ بنو إسرائيل مِنْ خلال النبيِّ عاموسَ إذْ قال: "بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ. إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي، وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا. أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لاَ أَسْمَعُ. وَلْيَجْرِ الْحَقُّ كَالْمِيَاهِ، وَالْبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ".

وقد رأى هوشَعُ الحَقَّ نَفْسَهُ فقال: "مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا يَهُوذَا؟ فَإِنَّ إِحْسَانَكُمْ كَسَحَابِ الصُّبْحِ، وَكَالنَّدَى الْمَاضِي بَاكِرًا. لِذلِكَ أَقْرِضُهُمْ بِالأَنْبِيَاءِ. أَقْتُلُهُمْ بِأَقْوَالِ فَمِي. وَالْقَضَاءُ عَلَيْكَ كَنُورٍ قَدْ خَرَجَ. إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ".

أو كما قالَ النبيُّ إشَعْياء: "لِمَاذَا لِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُول وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ. حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِي، مَنْ طَلَبَ هذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دُورِي؟ لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ. رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِي. صَارَتْ عَلَيَّ ثِقْلاً. مَلِلْتُ حَمْلَهَا. فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيَكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ، وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ".

بعبارة أُخرى، فقد أَذْنَبَ بَنو إسرائيل لأنَّهم كانوا يُمارسون ديانةً خارجيَّةً ولم يَهتمُّوا بالمواقف الصَّحيحة. وهذا هُوَ ما نتحدَّث عنه. فأنا أُوْمِنُ حقًّا أنَّ أهمَّ شيءٍ في الخِدْمة هُوَ أنْ نُرَسِّخ تلك القاعدة الهَيْكَليَّة، ثُمَّ أنْ نَصْرِفَ وقتنا في ترسيخ المواقف القلبيَّة الصحيحة لدى الرعيَّة. فهذا هُوَ ما يجعل الكنيسة عروسًا جميلة. وهذا هُوَ ما يبني الكنيسة إلى قياس قامة مِلْء يسوعَ المسيح. وقد تأمَّلنا في العديد مِنْ هذه المواقف الداخليَّة. وقد تحدَّثنا عن الطَّاعة، والتَّواضُع، والمحبَّة، والوَحْدَة، والخِدْمَة، والفَرَح، والسَّلام، والشُّكْر. وأودُّ أنْ نتأمل في ثلاثة مواقف أُخرى في هذا الصباح. وهذا لا يعني أنَّنا انتهينا منها جميعًا. ولكنني أوَدُّ أنْ ننظر إلى هذه المواقف الثلاثة الَّتي أنا مُقْتنعٌ بها تمامًا.

وهذا هُوَ الموقفُ التَّاسِعُ في لائحتي. ولا أدري شيئًا عن لائِحَتِكُم، ولكنَّ هذا الموقفَ هُوَ موقفٌ جوهريٌّ جدًّا. وسوف نُسَمِّي هذا الموقف: "ضَبْط النَّفْس" - ضَبْط النَّفْس ... ضَبْط النَّفْس. ويا لأهميَّة أنْ نُدْرِك، بِصِفَتِنا مُؤمنين، أهميَّةَ أنْ نَتشكَّلَ بحسبِ المِعيار الإلهيِّ وأنْ نحيا حياةً مُنضبطة! وهل تَعلمون ما هُوَ ضَبْطُ النَّفْس؟ إنَّه أنْ نَرْفُضَ الخطيَّة. إنَّه أنْ نَرْفُضَ الخطيَّة، وأنْ نَتَبَنَّى الصَّلاحَ أوِ البِرّ. وهذا ليس تعريفًا مُعَقَّدًا جدًّا. وبالرغم مِنْ ذلك، فإنَّه يُعَبِّرُ عنِ الحَقّ. فالحياةُ المُنضبطة تَفْهَمُ ناموسَ اللهِ وتَرْفُضُ أيَّ شيءٍ خارج حدود ذلك المعيار.

والآن، اسمحوا لي أنْ أُوَضِّح ذلك لكم. افتحوا كتابَكُم المقدسَ على رسالة كورنثوس الأُولى والأصحاح التاسع. رسالة كورنثوس الأُولى 9: 24. ويستخدمُ بُولسُ هنا استعارةً مألوفةً جدًّا لنا في هذا المُجتمعِ الرياضيِّ الَّذي نعيش فيه، وهي استعارة "السِّباق". وهذا شيءٌ نَفهَمُهُ جميعًا. فهو يقول في العدد 24: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُون". ففي المَيْدانِ فإنَّ الجميعَ يَركضون. وهذا واضحٌ جدًّا. "وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟" ففي السِّباقِ يَرْكُضُ الجميعُ مِنْ أجل الحصول على الجائزة. "هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا". فيجب عليكم أنْ تركضوا لكي تنالوا الجائزة. فهذا هوُ سبب اشتراكِكُم في السِّباق. لذلك فقد دُعينا، بِصِفَتِنا مُؤمنين، إلى الاشتراكِ في سِباق (إنْ جَازَ القَوْل). وهذه استعارةٌ مُستخدمة في العديد مِنَ المواضِع في الكتاب المقدَّس. فنحن نخوض سِباقًا؛ ليس هنا فحسب، بل في كل مكان آخر في كلمة الله تُسْتَخدَمُ فيها نفس هذه الاستعارة. وإذْ نشتركُ في هذا السباق فإنَّنا نُفَكِّرُ في أننا نَركضُ مِنْ أجل الفوز. والآن، ما الذي يَلْزَم لتحقيق ذلك الهدف؟ الحقيقة هي أنَّ العدد 25 قد يُساعِدُنا إذْ نقرأ: "وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ". وما المقصودُ بذلك؟ ضَبْطُ النَّفْس. إنهُ ضَبْطُ النَّفس. فيجب عليه أنْ يَضبط نفسه. وهذا يُشيرُ إلى التَّكريسِ اللَّازِمِ للفَوْز. وما أعنيه هو أنهُ لا يمكنُ لشخصٍ أنْ يَشترك في سباقِ رَكْضٍ وأنْ يَطْمَحَ في الفوز إنْ كانَ وَزْنُهُ يَزيدُ عنِ الوزنِ المِثاليّ بخمسةَ عَشَرَ كيلوغرام، أوْ إنْ كانَ مُصابًا بِضُمورِ العضلات. وما أعنيهِ هو أنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى انضباطٍ شديد. فعندما نُفكِّر في الساعات الطويلة الَّتي يَصرفها الرياضيُّونَ كل يوم، وكل أسبوع، وكل شهر، وكل سنة لكي يُحَقِّقوا الفوز، فإنَّ ذلكَ مُدهشٌ جدًّا.

بعد سنة مِنَ الآن، سنكون قد شاهدنا الألعابَ الأولمبيَّة لسنة 1984 في مدينتنا، وسنكون مَحَطَّ أنظار جميع وسائل الإعلام الَّتي سَتُغَطِّي جميع الأحداث الرياضيَّة الرائعة، وسنرى النتائجَ الرائعة لمحاولات ضَبْط النَّفس الَّتي قام بها اللَّاعبونَ الذين سيحصدون الميداليَّات الذهبيَّة والفضيَّة والبرونزيَّة. فالفوز في الألعاب الرياضيَّة على مستوى العالم يتطلبُ دَفْعَ ثَمَنٍ باهظ. ولا ينبغي أنْ نَتعجَّب إنْ عَلِمْنا أنَّ هؤلاءِ الرياضيِّينَ يتدربونَ مِنْ سِتِّ إلى ثماني ساعاتٍ يوميًا مُدَّةَ خَمْس إلى عَشْرِ سنواتٍ مِنْ حياتهم؛ أو ربما أكثر. وهذا تكريسٌ عظيم. فَهُمْ يَتَخَطُّون أنْفُسَهُم حرفيًا ويَحتملونَ أقصى درجات الألم. وهم يَعرفونَ معنى ذلك. فنحن نتحدَّث عن تجديد الطاقة. وهؤلاء يَعرفونَ معنى أنْ يُجَدِّدُوا طاقَتَهُم. وَهُمْ يَعرفونَ معنى تَخَطِّي عَتَبَة الألم. وَحَتَّى إنَّهُم يقولون لنا إنَّ هناك فَرَحًا يفوقُ الألمَ؛ وَهُوَ فَرَحٌ لا يَختبرُهُ أحدٌ سِوى الرِّياضيِّين. وقد كانت لديَّ خلفيَّة رياضيَّة كافية لاختبار ذلك النوع مِنَ الفَرَحْ. فهناك قَدْرٌ كبير مِنَ السَّعادة. وهناك شعورٌ كبير بالحريَّة وشعورٌ هائلٌ بالطاقة الَّتي تتخطى عَتَبَةَ الألم. ومِنَ الصَّعْبِ تفسير ذلك لشخصٍ لم يدفع يومًا ثَمَنَ النَّجاحِ الرِّياضيّ.

ولكنَّ بُولس يقول: "اسمعوني، أنا أخوض سِباقًا". وهو يتحدَّثُ عن سِباقٍ رُوحِيٍّ ويقول: "في ذلك السِّباق، أنا أَعْلَمُ أنَّني أُريدُ أنْ أفوز. ولكي أفوز، يجب عليَّ أنْ أَضْبُطَ نفسي". وهو يقول أيضًا في العدد 26: "إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ". بعبارة أُخرى: "أنا أعرفُ حقًّا الهدفَ الذي أَصْبُو إليه. وأنا مُستمرٌّ في الركض". وهذا يُشبه إلى حَدٍّ كبير الكلماتِ التي قالها بولس لتيموثاوس في رسالته الثانية إلى تيموثاوس والأصحاح الثاني إذْ إنَّه يقول لَهُ إنَّ الشخص الذي يشترك في سِباقٍ يَعْلَمُ أنَّه لكي يفوزَ بالإكليل، يجب عليه أنْ يُجاهد. وهو يَستخدمُ الكلمة "نومينوس" (nominos) ومعناها: "يَلْعَبْ بمُقتضى القوانين". فينبغي لَهُ أنْ يَلْعَبَ بحسب القانون. وينبغي لَهُ أنْ يَلْعَبَ وَفْقًا للمعايير المَنْصوص عليها. وينبغي لَهُ أنْ يبقى في مَسارِه. فلا يجوزُ لَهُ أنْ يتجاوزَ الخَطَّ المَرسوم. ولا يجوز لَهُ أنْ يخرج خارج الدائرة. ولا يجوز لَهُ أنْ يَتَخَطَّى الحدود. ولا يجوز لَهُ أنْ يترك المِضْمار. بعبارة أُخرى، أيًّا كانت القوانين التي يَتَطَلَّبُها ذلكَ الحَدَث، يجب عليه أنْ يُراعي هذه القوانينَ إنْ أراد أنْ يفوز. وهذا هو ما يقوله بولس: "أنا أريدُ أنْ أفوز. لذلك فإنَّني أبذل كُلَّ جهدٍ ممكن". والفعل المُستخدم هنا بمعنى "يُجاهِد" يتطلب ضَبْطَ النَّفْس، والتضحيَّةَ بالنَّفْس، وبَذْلَ جُهدٍ عظيم. وهذا يتأتَّى مِنْ خلال الانضباطِ الشخصيِّ واللَّعِبِ وَفْقًا لقوانين اللُّعبة. ثُمَّ نقرأ في العدد 27 كلمات تُلَخِّصُ ذلكَ كُلَّهُ إذْ يقول: "بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي [فأنا أُبقيهِ حَرْفيًّا تحت السَّيطرة] وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ [وَهُوَ السِّباقُ الَّذي أَشتركُ فيه] لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا [بسبب خطيئةٍ ما]". بعبارة أُخرى: لا أريد أنْ أُخْطِئَ وأنْ أخسرَ النُّصْرَةَ الروحيَّة. وهذا يُشْبِهُ الرياضيَّ الَّذي لا يريدُ أنْ يُسيءَ إلى جسدهِ وإلى تدريبِهِ لئلَّا يَخْسَرَ الفوزَ الجسديَّ. لذا فإنَّ هؤلاءِ الرِّياضيِّينَ يبذلون طاقةً هائلةً وجُهدًا كبيرًا جدًّا.

وقد كنت أتحدَّث يوم الإثنين الماضي مع فريق "ميامي دولفنز" (Miami Dolphins). فقد ذهبت إلى هناك لدراسة الكتاب المقدَّس معًا. وقد أَخَذْتُهُمْ إلى حيثُ أريدُ أنْ آخُذَكُم الآن؛ أيْ إلى رسالة أفسُس والأصحاح السَّادس. وقد كانوا يَتَأهَّبونَ لارتداء ملابسهم الرياضيَّة، والنزولِ إلى الملعب، وَخَوْضِ مباراةٍ معَ فريق "ريدرز" (Raiders) – وَهِيَ مُباراة خَسِروها في النِّهاية. وقد كانوا على وَشْكِ القيام بالإجراءات الكاملة. وكانَ البعضُ منهم قد وَضَعَ الأجزاءَ الواقِيَة على كَواحِلِهِمْ وسيقانِهم ويَستعدُّونَ لَخَوْضِ المعركة. وقد انتهزتُ الفرصةَ وشاركتُ معهم حقيقةَ أنهم قد صَرَفُوا سنواتٍ كثيرةً مِنْ حياتهم، وساعاتٍ طويلةً، وطاقةً هائلةً، ووقتًا كبيرًا لكي يقوموا بأداءٍ رِياضِيٍّ رائع. وفي ذُرْوَة ذلك الأداءِ الرياضيِّ فإنهم سيذهبونَ إلى غُرفة الملابس، ويرتدونَ ملابسهم الرياضيَّة الخاصَّة، ويخرجونَ لخوضِ مُباراةٍ حامِيَةٍ مِنْ أجل الحصول على إكليلٍ يَفْنَى (كما يقول بُولس في الأصحاح التاسع من رسالة كورنثوس الأُولى). فَهُمْ يَفعلون ذلك مِنْ أجلِ الحصولِ على إكليلٍ يَفْنَى.

وقد قُلتُ لهم إنَّ هناك حَرْبًا أكثر أهميَّة بكثير مِنْ تلك المُباراة؛ وهي حَرْبٌ رُوحيَّةٌ يَنالُ فيها المَرْءُ إكليلاً لا يَفْنَى، ويحصُلُ فيها على ميراثٍ أبديٍّ مَحفوظ في السَّمواتِ ولا يَضْمَحِلّ. وأنَّ هناك حربًا أهم جدًّا مِنْ أيِّ لُعبةِ كُرَةِ قَدَمٍ في حياتهم بأسْرِها، وأنَّه يوجد لأجلِ تلك الحربِ سِلاحٌ أكْثَرُ أهميَّةً مِنَ اللَّبَّاداتِ الَّتي يَضعونها لحماية أكتافِهِم وصُدورِهِم وأَذْرُعِهِم، وأكثرُ أهميَّةً مِنَ الخُوذاتِ الَّتي يَلْبَسونها، ومِنَ اللَّبَّاداتِ الَّتي يَضعونها لِحِمايَةِ أحواضِهِم، وأكثرُ أهميَّةً مِنْ جميع الملابسِ الأُخرى الَّتي يرتدونها. فهناك دِرْعٌ مُختلف؛ وَهُوَ دِرْعٌ مُهِمٌّ إنْ أرادوا أنْ يُحْرِزوا النَّصْرَ في الحرب الروحيَّة. وقد حَدَّثْتُهُمْ عَمَّا جاءَ في العدد 11 مِنَ الأصحاح السادس مِنْ رسالة أفسُس إذْ نقرأ: "الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ". فيجب عليكم أنْ تَلْبَسُوا سِلاحَكُم. وقد قلتُ لهم: "فكما أنكم لا تَلْعَبونَ ضِدَّ فريق ’لوس أنجليس ريدرز‘ (L.A. Riders) مِنْ دونِ أنْ ترتدوا الملابس الرياضيَّة المناسبة، لا يجوز لكم أيضًا أنْ تخرجوا لمحاربة عَدُوِّ نفوسكم دونَ أنْ تكونوا مُستعدِّين لذلك". "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا [كما جاء في العدد 12] لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّات". فنحن نخوضُ معركةً. والمعركةُ ليست معَ بَشَر. فالبشرُ هُمْ مُجَرَّدُ بَيَادِقَ وَدُمَى في هذا العالم الشيطانيِّ غير المنظور. أمَّا المعركةُ الحقيقيَّةُ فهي معَ الشياطين. وأنا أعرف ذلك جيِّدًا.

ولنْ أَنْسَى يومًا المعركة الَّتي خُضْناها أنا و "جيري ميتشيل" (Jerry Mitchell) مع تلك الفتاة المَسْكُونة بالشياطين إذْ إنَّها راحَتْ تَرْكُلُ وتَصْرُخُ وتَطْرَحُ جميع قِطَعِ الأثاث في جميع أنحاء الغرفة. ولنْ أنسى يومًا أنني دخلت تلك الغرفة وسمعتها تقول: "أَخْرِجُوهُ خارجًا! إلَّا هذا الشَّخص! إلَّا هُوَ! لا تَسمحوا له بالدخول". وقد كانت تتكلَّمُ بصوتٍ غير صَوْتِها. وقد أدركتُ حينذاك أنَّ الشياطينَ تَعلمُ مَنْ أكون. وهذا شيءٌ مُخيف. فعندما ابتدأتْ تقول: "إلَّا هذا الشَّخص! إلَّا هذا الشَّخص!" كان رَدُّ فعلي البشريّ هُوَ: "بِكُلِّ سُرور! سوف أُغادر!". ثم أدْركتُ أنهُ ما دامت تلك الشَّياطين تَعْلم مَنْ أكون ولا أَرُوْقُ لَها، فإنَّ هذا يَعني أنَّني في الفريق الصحيح. وقد صَمَدْتُ بقوَّةِ اللهِ في ذلك الموقف. وقد صَرَفْنا ساعاتٍ طويلةً وجُهْدًا كبيرًا إلى أنْ تَدَخَّلَ اللهُ بنعمته وجَعَلَ تلكَ الفتاة تَعترف بخطيئتها، وإلى أنْ طَهَّرَها وحَرَّرَها. ولكِنْ مِنْ ذلك اليوم فصاعِدًا، لم يَعُدْ لديَّ أيُّ شَكٍّ بخصوص المعركة الحقيقيَّة. فأنا أعرفُ أين تَكْمُنُ المعركة الحقيقيَّة. فهي معركة خطيرة على المستوى الروحيِّ غير المنظور. وكما قُلتُ، فإنَّ البَشَرَ هُمْ مُجَرَّدُ بَيَادِق ودُمى بأيدي الشياطين. ويجب علينا أنْ نفهم خطورة الحربِ الَّتي تُشَنُّ حَقًّا ضِدَّ المسيح وجميعَ مَنْ يَنتمون إلى المسيح.

لذلك، يجب علينا أنْ نَلْبَسَ سِلاحَ اللهِ الكامل لكي نَتَمَكَّنَ مِنَ الصُّمود. ويجب أنْ نكون مُستعدين لهذه المعركة. وأودُّ فقط أنْ أُشير إلى نقطتين بخصوص العدد 14. أوَّلاً، يجب علينا أنْ نُمَنْطِقَ أَحْقَاءَنا بالحَقِّ. فالجُنديُّ الرومانيُّ لم يكن يُفكِّر البتَّة في الذهاب إلى المعركة بملابسَ مُهَلْهَلَة في قِتالٍ مَصيرِيٍّ يَتَحَدَّدُ فيهِ إنْ كانَ سيعيشُ أوْ سَيموت. فملابسَ كتلك تَجعلُهُ ضعيفًا، أو قد يُمْسِكُهُ العَدُوُّ منها، أو قد تُعيقُهُ وتَؤدِّي إلى موته. لذلك، فقد كانَ يَضَعُ حِزامًا يُبْقي جميعَ ملابِسِهِ مَشدودة لكي لا تَصيرَ مُهَلْهَلَةً، بل تبقى مُلاصِقَةً لِجِسْمِهِ. وهذا هُوَ ما يُسَمِّيه بُولسُ الرسولُ "حِزامَ الحَقّ". وهو يتحدَّث هنا عن التكريس الحقيقيّ. وهو يتحدَّث عن ضَبْطِ النَّفْس. وهو يتحدَّث عن الشخص الَّذي يدخل المعركة بِجِدِّيَّةٍ تامةٍ، ويَستجمعُ قِواه، ويأخذُ كل الاستعدادات اللازمة دون أنْ يستخفَّ بالأمر. وما أعنيه هُوَ أنَّه ينبغي لك أنْ تفعل ما ينبغي فِعْله. وأنا أُوْمِنُ حقًّا (فيما يختصُّ بموضوع ضَبْط النَّفْس) أنَّه يجب علينا، بصفتِنا مُؤمنين، أنْ نَضْبُط أنْفُسَنا. فيجب علينا أنْ نقول: "هذا هُوَ الطريق الضيِّق، وهذا هُوَ الطريق الَّذي يُريدُ اللهُ مِنَّا أنْ نَسْلُكَ فيه. وسوف نسْلُك فيه". ولنْ يكون ذلك الأمر سهلاً لأنَّنا سنَسمعُ طوَال الطريق أصواتًا تدعونا إلى الحَيَدانِ عنِ الطَّريق. وإنْ كُنَّا نُحِبُّ المُتعة أكثرَ مِنَ الله، وإنْ كُنَّا نُحِبُّ أنْ نُرْضي ذواتَنا أكثرَ مِنْ إرضاءِ الله [في أيِّ وقتٍ مِنَ الأوقات) فإنَّنا سنَحِيدُ عنِ الطريق، ولن نُمارسَ ضَبْط النَّفْس، بل سنسقط في الخطيَّة. لذلك فإنَّ ما يقولُهُ الرسولُ بُولسُ هُوَ: "إنَّنا نَخوضُ حَرْبًا. ويجب عليكم أنْ تكونوا جادِّين. ويجب عليكم أنْ تُمَنْطِقوا أَحْقاءَكُمْ، وأنْ تستعدُّوا، وأنْ تُظهروا تكريسًا حقيقيًّا لكي تُحْرِزوا النَّصْر.

ثُمَّ إنَّهُ يَمضي قُدُمًا ويتحدَّثُ عن دِرْعِ البِرّ. وقد كان الجنديُّ الرومانيُّ يَرتدي دِرْعًا على صَدْرِهِ لحماية أعضائِهِ الحيويَّة. ومِنَ الواضح أنَّه إنْ لم يكُن يرتدي ذلك الدِّرْع فإنَّه سيكون مُعَرَّضًا جِدًّا لِسَهْمٍ طائِرٍ يَخترقُ صَدْرَهُ، أو لِسِكِّينٍ تُغْرَزُ فيه وتقتله. لذلك، فقد كان بحاجة إلى دِرْعِهِ. والدِّرْعُ هُوَ البِرُّ أوِ القداسة، والقيام بما هُوَ صائِب، وضَبْط النَّفْس فيما يختصُّ بناموس الله؛ وإلاَّ فسوف نكون ضعفاء.

فنحنُ نخوض سِباقًا بهدف الفوز. ويجب علينا أنْ نَضْبُط أنْفُسَنا لكي نفوز. ويجب علينا أنْ نحيا حياتَنا في طاعةٍ لمشيئة الله مِنْ خلال الحياة الطاهرة. وهذا هُوَ ما يدعونا إليه بُولس. وهو يقولُ الشيءَ نَفْسَهُ بطريقةٍ أخرى في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس 7: 1 إذْ نقرأ: "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ ...". وَلِسانُ حَالِهِ هُوَ: "لقد أعطاكُمُ اللهُ كُلَّ هذهِ المواعيد، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ. لقد أعطاكُمُ اللهُ كُلَّ هذهِ المواعيد "وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (كما جاءَ في الأصحاح السادس والعدد 18). وما أعنيه هو أنَّ كُلَّ هذه الوعود هي لنا لأنَّنا أبناءُ اللهُ وبَناتِهِ. وفي ضَوْءِ حُصولِنا على كُلِّ هذه الوعود، أيُّها الأحبَّاء: "لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ الله".

وما أعنيه هو: لِنُمَنْطِقْ أحْقاءَنا بالحَقّ، ونَلْبَس دِرْعَ البِرّ، ونركض في ذلك المِضْمار بهدف الفوز. ولنَلْتَزِمْ بجميع القوانين، ونَبقى ضِمْنَ الحدود. ولنبذِلْ كُلَّ جُهدٍ ممكن". وكم أَحْزَنُ حين أرى مؤمنين غير مُنْضَبِطين. وكم أحزنُ حين أرى مؤمنينَ يعيشونَ حياةً مُهَلْهَلَة. فَهُناك خَطٌّ للطَّاعة، ولكنهم لا يبلغونه البتَّة. فَهُمْ يَفهمونَ الطَّاعة، ولكنهم ليسوا مُكَرَّسينَ لها. وبولسُ يقول الشيءَ نفسَهُ (ولكِنْ بطريقةٍ أخرى) في نهاية رسالة فيلبِّي - في الأصحاح الأخير؛ وتحديدًا: في الأصحاح الرابع والعدد الثامن إذْ نقرأ: "أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ [فَماذا؟] فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا". اسمعوني، يا أحبَّائي: إنَّ ضَبْطَكُم لأنفسكم هو أمرٌ يَتوقَّفُ على الشيءِ الَّذي تُرَكِّزونَ أذهانكم عليه ... على الشيءِ الَّذي تُرَكِّزونَ أذهانكم عليه وعلى ما تُفَكِّرونَ به لأنهُ "كَمَا يَفْتَكِرُ الإنسانُ في قلبِهِ [ماذا؟] هكَذَا هُوَ". والحياة الطَّاهرة والمُنضبطَة هي حياة نَحْصُدُها مِنْ خلال التَّشَبُّع بكلمة الله.

وكما تَرَوْن، فإنَّ السبب الذي يدعونا إلى تعليمكم وتقديم كلمة الله لكم هو أنْ تعرفوها جيِّدًا. وعندما تواجهون تجربةً ما، فإنَّ روحَ اللهِ سيُذكِّرُكُمْ بالكلمة المزروعة فيكم. والسبب الذي مِنْ أجله ينبغي أنْ تَقرأوا الكتابَ المقدَّسَ وأن تَلْهَجُوا في كلمةِ اللهِ هو أنْ تَسْكُنَ كلمةُ الله في قلوبكم. وكما قال داود: "خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ". لذلك، يجب أنْ يكونَ تفكيرُكَ قائمًا على كلمة الله. "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً" (كما جاءَ في الأصحاح الثالث مِنْ رسالة كولوسي). فهذا هو مَصْدَرُ ضَبْطِ النَّفْس. وهذا يتطلب تكريسًا مِنْ جانبِك. وهذا أمرٌ يُقلقني. فأنا قَلِقٌ لأنَّ المسيحيِّينَ في وقتنا الحاضر ليسوا مُنْضَبِطين. فاللهُ لم يُغَيِّر مِعيارَهُ. واللهُ لم يُغَيِّر الطريقَ الضيِّقَ أوِ الدَّرْبَ الضيِّقَ. فذلك لم يتغيَّر يومًا. وناموسُ اللهِ لم يتغيِّر عَمَّا كان عليه في الأصل عندما أعطاه. ومِعيارُ الطاعةِ ما يزال كَما هُوَ. ولكنَّ المؤمنين يميلون إلى توسيع ذلك بأنفسهم وإلى جعل الأمور فَضْفاضَة. وما أكثرَ ما سَمِعْنا صَرْخاتِ العالمِ الذي يَدعونا إلى الخروجِ عن مَسارِنا. وهذا أمرٌ مأساويّ.

في هذا الشهر ... في وقتٍ سابقٍ مِنْ هذا الشهر، حَظَيْتُ بفرصة الذهاب إلى ولاية "أُوريغِن" (Oregon). وقد رَافَقَني "كريس ميولر" (Chris Mueller)؛ وَهُوَ راعي لطلبة الصُّفوف الإعداديَّة. وقد ذَهَبنا إلى هناك ووعَظْنا أمامَ ثلاثةِ آلافِ شخصٍ يعيشون في الغابات هناك. وقد حَظَيْنا بوقتٍ رائع. وقد باركَ اللهُ ذلك الوقت. وقد جاء العديدُ مِنَ الأشخاص إلى المسيح. وقد تَشَجَّعَ آخرون في إيمانهم وأكَّدوا تكريسهم للرب. وقد صَرَفْنا هناك ثلاثة أيام رائعة جدًّا. وقد تَحَدَّثنا أنا و "كريس" عن الأشياء الَّتي حدثت هناك. وقد أخبرني بعض الأشياء الَّتي صدمتني جدًّا، وهي تَختصُّ بالخِدْمِة بين طلبة الصفوف الإعداديَّة. وهي أشياء قد تُساعدنا في وَضْعِ إصْبَعِنا على ما يَحدُث في مجتمعنا المسيحيّ. فعلى سبيل المثال، لقد أَجْرى "كريس" استبيانًا صغيرًا على طلبة الصفوف الإعداديَّة الَّذينَ حضروا المؤتمر في هذا الصيف. وقد تَضَمَّنَ الاستبيانُ أربعةً وخمسين طالبًا مِنَ المرحلة الإعداديَّة. وقد وَجَدَ أنَّ تسعةً فقط مِنْ هؤلاء الطلبة الأربعة والخمسين لم يُشاهدوا يومًا فيلمًا مُصَنَّفًا للكِبار. أمَّا الطلبة الخمسة والأربعون الباقون فشاهدوا أفلامًا مِنْ هذا النَّوع. وقد أجرى "كريس" استبيانًا آخرَ على طلبة الصفِّ السابع فوجد أنَّه مِنْ أصْلِ خمسةٍ وثلاثينَ طالبًا في الصف السابع فإنَّ خمسةً وعشرينَ منهم شاهدوا أفلامًا مُصَنَّفَةً للكبار. ونحن نتحدَّث هنا عن صبيٍّ بعُمْر الثانية عشرة أو ما شابه ذلك. وقد وَجَدَ "كريس" أنَّ ستةً وعشرين من هؤلاء كانوا يقرأونَ ويتصفَّحون (بدرجاتٍ متفاوتةٍ) مَجَلاَّتٍ إباحيَّة، وأنَّ أربعةً وعشرينَ مِنْ هؤلاءِ الطلبة الأربعة والثلاثين يَرْتادونَ مدارسَ مسيحيَّة. وقد أخبرني "كريس" أيضًا أنَّ عددًا كبيرًا مِنْ هؤلاء الطلبة لديهم في بيوتهم اشتراكات لِمَحَطَّات تلفزيونيَّة يُشاهدون مِنْ خلالها مواد غير لائقة تُبَثُّ على قنوات الأفلام بكل ما تحويه مِنْ نُفاية.

وقد تضايقتُ جدًّا لِسماعِ ذلك. لقد تضايقتُ جدًّا. واسمحوا لي أنْ أقول لكم شيئًا، يا أحبائي: لا يمكنكم أنْ تُعَرِّضوا طِفْلاً في الصفِّ السابعِ لأفلامٍ مُصَنَّفة للكبار دون أنْ تتركوا في حياته (أو حياتِها) تأثيرًا مُدَمِّرًا مُؤكَّدًا. فلا يُمكِن لِطفلٍ في الصفِّ السابع أنْ يستوعبَ ما يحدُث دون أنْ يكون لذلك الشَّيء تأثيرٌ سلبيُّ في حياته. ولا يمكنُك أنْ تنظُرَ إلى كُلِّ هؤلاءِ الأشخاصِ العُراة دون أنْ تتذكَّر تلك الصُّوَر. وإنْ كنتَ تَتهرَّبُ مِنْ هذه الحقيقة وتحاولُ أنْ تَدْفِنَ رأسك في الرَّمْل ظَنًّا مِنْكَ أنَّ ابنَكَ الَّذي ما يزال في المرحلة الإعداديَّة يستطيع أنْ يحتملَ ذلك، فإنَّك مُخطئ. وأنت بحاجة إلى المساعدة. وإنْ كنتَ تَسمحُ لأبنائِك الذين هُمْ في المرحلة الإعداديَّة أنْ يذهبوا لِمشاهدة أفلامٍ مُصَنَّفة للكِبار، فإنَّك تَشتركُ في خطيئتهم. وأنت تَحْشو عقولهم بأشياءٍ لا يمكنهم أنْ يستوعبوها. وإنْ كنتَ تَسمح لهم أنْ يجلسوا في البيت وأنْ يُشاهدوا تلك الموادَ غيرَ اللَّائقةِ الَّتي تَبُثُّها القنواتُ التلفزيونيَّة، لا ينبغي أنْ تُصْدَمَ لاحقًا حين تَعْلَمُ أنَّهم ليسوا مُهتمِّينَ البتَّة بالأشياءِ المختصَّةِ بالله. فلا يكفي أنْ تقول: "لقد كُنَّا نَصْحَبُهُ إلى الكنيسةِ طَوالَ الوقت".

إنَّ هذا مُدَمِّر. واسمحوا لي أنْ أقول لكم شيئًا آخر: إذا كنتَ تذهب لِمشاهدة أفلامٍ غير لائقة، فإنَّك مسؤولٌ عن خطيئتك. وقد تقول: "إنَّ هذا فَنّ". لا! إنَّه ليس فَنًّا، بل هو نُفاية. إنَّه مجرَّد نُفاية. وقد تقول: "إنَّ هذه الأفلام تحوي بعض القيم الاجتماعيَّة إذْ إنَّها تُعَلِّق على ما يحدُث في ثقافتنا". إنَّ هذا مُؤكَّد. ولكِنْ ألا تعتقد أنَّهم سَيُرَوِّجون لتلك الأفلام بتلك الطريقة؟ إذنْ، كيف سَيَجْتَذبون الأشخاص الصَّالحين والأشخاص المُحترمين؟ وكيف سيعملون على تَسميم فِكْرِهِم؟ وما أعنيه هُوَ أنَّه لا يجوزُ أنْ يترك المؤمنُ المسيحيُّ في حياتِهِ مكانًا للمواد غير اللائقة - حتَّى لو كانتْ هذه المواد موجودة في أفلامٍ يُشاهِدُها عامَّة الناس. لذلك، ما بالُكُمْ بالعُريِّ والأمور الدَّنِسَةِ الأخرى الَّتي يُضَمِّنونَها في الأفلام المُصَنَّفة للكبار! وإنْ كنتَ تذهب لمشاهدة هذه الأفلام، هل تَعلم لماذا تذهب؟ أنت تذهب لأنك انجرفتَ تمامًا معَ ما يُقَدِّمُهُ العالمُ ووقعتَ ضَحِيَّةً له - لا فقط ضحيَّةً للأشياء الَّتي تُشاهدُها عندما تجلس هناك، بل أيضًا ضحيَّة لأساليبهم الخبيثة الَّتي أَوْصَلَتْكَ إلى هناك في المقام الأوَّل. وأنا واثقٌ مِنْ ذلك لأني أَعْلَمُ يقينًا أنَّك لا تستطيع أنْ تجني تفكيرًا صالحًا مِنْ حياة الناس الَّذين اعتادوا أنْ يُشاهدوا هذه النجاسة وهذه النُفَاية، أو الذين اعتادوا أنْ يُشاهدوا القذارة والإباحيَّة المُتَضَمَّنَة في المجلاَّت الإباحيَّة. فلا يُمكنك أنْ تفعل ذلك لأنَّك إنْ فعلتَ ذلك فإنَّنا (أنتَ ونحنُ) لنْ نتمكن مِنْ مُحاربة هذا الشيء.

ويجب عليكم، أيُّها الآباءُ والأمهاتُ، أنْ تكونوا قُدْوةً لأبنائكم. وقد تقول: "أنا لا أسمح لأبنائي بالذهاب إلى هذه الأفلام بمفردهم، بل إنَّني أذهب معهم". ليساعدك الرَّب إنْ كنتَ تفعل ذلك. وقد تقول: "أنا لا أدري ما الَّذي يفعَلُهُ ابني!" إنَّ هذه مُصيبة المصائب. فينبغي لك أنْ تَدري لأنَّ حياةَ أبنائكَ الثمينة هي أمانةٌ وَضَعَها اللهُ بين يديكَ، ولأنَّ يسوعَ هُوَ الَّذي أعطاك تلك النَّفْس الثَّمينة. وإنْ كنتَ تَسْمَحُ لكلِّ تلك النُفاية بالتَرَسُّخ في أذهان أبنائك، فإنَّ الله سيُحاسِبُكَ على هذا الأمر. وما أعنيه هُوَ أنَّ خمسةً وأربعينَ طالبًا مِنْ أَصْلِ أربعةٍ وخمسينَ طالبًا في المرحلة الإعداديَّة يذهبون إلى أفلامٍ مُصَنَّفة للكبار. وهذا أمرٌ صَادِمٌ. وقد تقول: "أنا لا أستطيعُ أنْ أُراقبَ ما يفعلُه ابني". ولكن يجب عليكَ أنْ تفعل ذلك. ويجب عليك ألاَّ تذهب لمشاهدة تلك الأفلام. بل لا يجوزُ لك حَتَّى أنْ تذهب لمشاهدة الأفلام الَّتي تحوي مقاطِعَ غير لائقة. فكلُّ ما تفعله تلك الأفلام هُوَ أنها تَزْدادُ انْحِطاطًا وتُهاجِمُ المعاييرَ ... وتهاجمُ المعاييرَ ... وتهاجمُ المعاييرَ، وتستمرُّ في الهجوم. والشيءُ نَفْسُهُ يَصِحُّ على الموسيقا. فهي تستمر في مُهاجمة المعايير والعودة إلى مُهاجمتِها إلى أنْ تُحَطِّمَ مِعيارَ التكريسِ والطهارة لدينا. وهذا كُلُّهُ يحدُث بخبثٍ شديد. لذلك، لا يجوز لي أنْ أُعَرِّضَ نفسي لهذا الخطر لأني مُطالبٌ بالنظر إلى الأشياء كما يَنْظُرُ إليها الله؛ لا كما يَنْظُر إليها العالم.

في ضَوْء ذلك، يجب عليك أنْ تَعْزِلَ نَفْسَك. وقد تقول: "في هذه الحالة فإنَّكَ لَنْ تدري ما الَّذي يجري". هذا صحيح. وأنا لا أُبالي بذلك. فأنا لديَّ فكرة جيدة عمَّا يجري. وأنا لم أذهب يومًا لمشاهدة فيلمٍ غير لائق. وأنا لا أنوي القيام بذلك. وأنا لست مهتمًا حتَّى بمشاهدة الأفلام العادية أو أيِّ شيءٍ آخر. فأنا إمَّا أنْ أُشاهِدَ أفلامًا كرتونيَّة أو لا أُشاهد شيئًا. فأنا لا أريدُ أنْ أُعَرِّضَ ذِهْني لنُفاية العالم. ولماذا أفعلُ شيئًا كهذا؟ إنَّه لأمرٌ يُحزِن قلبي أنْ أُفكِّر في هؤلاء الأطفال الصغار لأنَّ هذه الأمور لا تساعد الطفل. وذلك لا يساعد الطفل المُراهِق الَّذي يحاول أنْ يستوعب كُلَّ الصِّراعات الموجودة في الحياة، وأنْ يُنَمِّي أفكارَهُ الجنسيَّة السليمة وهُوِيَّته. ونحن لا نساعدهم إنْ سَمَحْنا لهم بمشاهدة تلك الأفلام.

وأنا لا أتحدَّث بالمفهومِ الناموسيِّ، يا أحبائي. بل إنَّني أتحدَّث عن الخطيَّة وحَسْب ... عنِ الخطيَّة البَشِعَة. وما أعنيه هُوَ أنَّ أَسْوَأَ شيءٍ يقوم به العالم هُوَ أنْ يَعْرِضَ أمامَ أعْيُنِ أبنائِنا الصغار كُلَّ تلك القذارة. والعالمُ يَفْعَلُ ذلك الآن. وَهُمْ يَفعلون ذلك بكل الطُّرق الممكنة. وهذا هُوَ، يا أحبائي، الوقت المناسب للحياة المُنْضَبِطة. فهذا هُوَ الوقت المناسب للحياة المُنْضَبِطَة. وهذا هُوَ الوقت المناسب للتوقُّف عن لَعِبِ دور الضحيَّة والتوقُّف عن الخروج عن مَسارِنا بسبب الصَّرْخاتِ الَّتي يُطلِقونها قائِلين: "تعالوا إلى هنا! تعالوا إلى هنا! فسوف نجعلكم سعداء. وسوف نُمَتِّعُ أعيُنَكُم". فلا مكان لذلك في حياتنا. وسوف أخبركم شيئًا: إنْ كنتم تذهبون لمشاهدة تلك الأشياء، فلا يَهُمُّني كم مَرَّة تأتي إلى الكنيسة لأنك لم تُسَلِّم حياتك بالكامل للهِ ولم تُقدَّم له التكريس الَّذي يَطْلُبُه. فأنت لم تفعل ذلك بعد. فعندما تفعل ذلك فإنَّك تَتَخَلَّى عن دَرْبِ الانضباط والطاعة. وإنْ كنتَ ترفض هذا الحقَّ في ذِهنك فإنَّ هذا دليل كافٍ لي ولك على أنَّك تَخوضُ معركةً خاسرة. فأنَّت ستخسر. ولا يَهُمُّ كم ستكون خسارَتُكَ فادحة لأنَّه لا يُفترض بنا أنْ نُفكِّرَ في الأشياءِ الَّتي رُبَّما هي ليست سَيِّئة جدًّا، بل يجب علينا أن نُفَكِّر في ماذا؟ في الأشياء الصالحة.

والآن، اسمحوا لي أنْ أَذْكُرَ موقفًا آخرَ أريدُ أنْ أتحدَّث عنه في هذا الصباح. إنَّه موقف "المُساءلَة. المُساءلة. وأودُّ أنْ أعودَ إلى الأساساتِ مَرَّةً أخرى أثناء حديثي عن هذه النقطة. فَمِنَ المُهمِّ جِدًّا أنْ نُعَلِّمَ الكنيسةَ أنَّها خاضِعَة للمُساءلة. بعبارة أُخرى، فإنَّنا جميعًا تحت المُساءلة بَعْضُنا أمام بعض. لذلك، يجب علينا أنْ نَهتمُّ بعضُنا ببعض عِوَضًا عنِ الاهتمامِ بلون السجَّاد، أو وَرَقِ الجُدْران، أو بهذا البرنامج الصغير أو بِذلك البرنامج الصغير، أو بِما إنْ كُنَّا نُحبُّ كذا أو لا نُحِبُّه. فيجب علينا أنْ نهتمَّ بالحريِّ بعضُنا ببعض. افتحوا على إنجيل مَتَّى والأصحاح السابع، مِنْ فضلكُم. وسوف أَرى إنْ كان بمقدوري أنْ أُنْعِش ذِهْنَكُم بخصوص معنى المُساءلة. وسوف أتحدَّثُ عَمَّا جاءَ في الأصحاح السابع مِنْ إنجيل مَتَّى – وتحديدًا في العَدَدَيْنِ الثالثِ والرابعِ إذْ نقرأ: "وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى [أوِ الشيءَ الصَّغيرَ] الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ؟" فأنتَ قَلِقٌ بهذا الخُصوص، أيْ قَلقٌ بشأنِ القَذى الَّذي في عينِ أخيك. وإلى ماذا يُشيرُ ذلك؟ إنهُ يُشيرُ إلى خَطِيَّةٍ ما، أوْ إخفاقٍ ما، أو إلى شيءٍ خاطئٍ ما. وأنتَ قَلِقٌ بخصوصِ ذلك. وينبغي أنْ تكونَ قَلِقًا. ولكنَّ الآيَةَ تقول: "لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِــي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟" ثم نقرأ في العدد الرابع: "أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنـِــي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟" وكما نَرى، فإنَّ الكلامَ هُنا يَرِد بصيغة المُبالغة. ولا شَكَّ أنَّ ذلكَ سيكونُ مُضحكًا جِدًّا لو رأيناهُ كفيلمٍ كرتونيّ. فسوفَ نضحكُ كثيرًا لأنهُ سَخيف. ولكنَّ ما يَقْصِدُهُ هُوَ: "كيفَ ستفعل ما ينبغي أنْ تفعله لأجلِ أخيكَ إنْ لم تَكُنْ تَحْيا حياةً قَويمَةً؟"

إنَّ ما يَعنيه ذلك بالنسبة إلينا مُهِمٌّ جدًّا. فنحن مسؤولون بعضُنا عن بعض بأنْ نَهتمَّ بهذه الأشياء الَّتي في عَيْنِ كُلٍّ مِنَّا. ونحن مسؤولونَ عنِ التَّصَدِّي للخطيَّة الَّتي تحدث في حياة الآخرين مِنَّا. ولكِنْ قبل أنْ نفعل ذلك، يجب علينا أنْ نفعل ماذا؟ أنْ نَتَصَدَّى للخطيَّةَ في حياتنا الشخصيَّة. وأنا أُوْمِنُ أنَّ المُساءَلة في الكنيسة هي أمرٌ مُهِمٌّ جدًّا. فأنا أُوْمِنُ أنَّنا مسؤولونَ بعضُنا تُجاهَ بَعْض. ولكِنْ قبلَ أنْ أكون مسؤولاً أمامك، ينبغي أنْ أهتمَّ بحياتي الشخصيَّة. وهذا يَجعلُ المُساءَلة ذاتَ مَفْعولٍ ثُنانيٍّ. فعندما أدركُ أنَّ مسئوليَّتي هي أنْ أعتني بك، يجبُ عليَّ أنْ أحْرَصَ على أنْ أَسْلُكَ كما يَنْبَغي. واسمحوا لي أنْ أقول ذلك بعبارات عمليَّة: فربما تُدركونَ أنَّ أحدَ الأشخاص لم يَعُد يأتي إلى الكنيسة. وإذا فَكَّرْتُمْ مَلِيًّا في هذا الأمر، مِنَ المُرجَّحِ أنَّكم تَعرفونَ شخصًا ما. فأنتم تعرفون شخصًا كان يأتي إلى الكنيسة في وقتٍ مِنَ الأوقات ولكنَّه توقَّف عن المجيء. ويجب عليكم أن تذهبوا إلى ذلك الشخص وأن تقولوا له: "أنت تَتْرُكُ الاجتماع. ويجب عليك أنْ تكون في وَسْطِ شعبِ الله. ويجب عليك أنْ تُخَفِّفَ مِنْ سُرْعَتِكَ في الرَّكْضِ وَراءَ المالِ لأنَّك تَكْنِزُ كَنْزًا على الأرض. فيجب أنْ تُكَرِّسَ نَفْسَكَ أكثرَ لأنْ تكون مع شعب الله". وقد تقول: "ومَنْ أنا لأفعل ذلك؟ فأنا لديَّ مشاكلي الخاصة في حياتي الشخصيَّة". وهذه هي النقطة الجوهريَّة. فيجب عليك أنْ تُطَهِّرَ حياتَكَ وأنْ تُخْرِجَ الخشبة الَّتي في عينك. ثُمَّ يجب عليك أنْ تذهب وتفعل ذلك الأمر. لذا فإنَّني أقول إنَّ المُسَاءَلة هي شيءٌ يدفعنا إلى تطهير أنْفُسَنا. فعندما أَهتمُّ بالأشخاص الآخرين، فإنَّ ذلك يدفعني [بالضَّرورة] إلى الاهتمام بنفسي لأنني لا أستطيعُ أنْ أُعالِجَ مشاكِلَكُم إنْ لم أُعالجْ مشاكلي أوَّلاً.

ونحن نقرأ في الأصحاح السادس مِنْ رسالة غَلاطيَّة: "إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ [مَنْ؟] الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا". لذلك، إذا كان ذلك الشخصُ غيرَ مُطيعٍ، فإنَّ الأمر يتطلب شخصًا يَسْلُكُ في الطاعة لمُساعدته. لذلك، قبل أنْ تتمكن مِنْ مساعدته، يجب عليك أنْ تساعدَ نَفْسَك. وعندما يعتادُ الناسُ على هذه المُسَاءلة في علاقاتهم بعضهم ببعض، سيكونُ لذلكَ الشَّيء تأثيرٌ مُطَهِّرٌ على حياتِهِم. أَروني كنيسةً لا تُعَلِّم الرعيَّةَ أنْ يَعتنوا بعضُهُم ببعض عندما يسقط أحدهم في الخطيَّة، وكنيسةً لا تَهتمُّ بإصلاحِ الآخرين، وسوف أُريكم أنَّها كنيسة تَضُمُّ رعيةً لا تَعترف بخطيئتها، بل تُغَطِّيها وتُخفيها بسهولة. ولكنْ يجب أنْ تكون هناك مُسَاءلة. فعندما أكون مسؤولاً عنك، فإنَّني أكون مسؤولًا أمام نفسي. وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا وضروريٌّ جدًّا.

والآن، لنفتح على الأصحاح الثامن عشر مِنْ إنجيل مَتَّى ونَرى كيفيَّة تطبيق ذلك. فإنْ حَرصْتُ على إخراجِ الخَشَبَة التي في عيني، ما الذي سأفعله بخصوصك عندما تسقط في خطيّةٍ ما؟ حسنًا، نقرأ في إنْجيل متَّى 18: 15 شيئًا رُبَّما تذكرون أنَّنا درسناه قبل بضعة أشهر إذْ نقرأ: "وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا". لذلك إنْ أخطأ، عليك أنْ تذهب إليه. فهذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك. ويجب على الكنيسة أنْ تُمارس هذا النوع مِنْ المُسَاءلة. وما أعنيه هو: إذا كنتَ تعرف مؤمنًا لديه شَرِكة تجاريَّة، وكنت تَعلمُ أنَّه لا يتصرَّف كما ينبغي. فربما يُعامل الموظفين مُعاملةً سيئة، أو لا يُعاملُ شُركاءَهُ كما ينبغي، أو رُبَّما لم يكن أمينًا في عمله، فإنَّك مسؤولٌ أمام اللهِ [بوصفك ولدًا مِنْ أولاده] في أنْ تذهب إلى ذلك الشخص المؤمن وتقول له: "هُناكَ خطيئة في حياتِك". ويجب عليك أنْ تفعل ذلك بمحبَّة. وقد تقول: "لا يمكنني أنْ أفعل ذلك. فأنا لديَّ مشاكلي الخاصة". إذَنْ، عليك أنْ تُصْلِحَ مشاكلك الخاصة. وقد تقول: "إنْ ذلك سيستغرق وقتًا طويلاً". لا، بل إنهُ سيَستغرق فقط الوقتَ اللازمَ لِصلاةِ الاعتراف. وإنْ كان لديكَ قلبٌ طاهرٌ وروحٌ مُحِبَّة، يجب عليكَ أنْ تذهب إلى ذلك الشخصَ وأنْ تواجِهَهُ بتلك الخطيئة. وإنْ كنتَ تعرف شخصًا لا يعيش كما ينبغي كزوجٍ أو زوجة، أو كأبٍ أو أُمٍّ، أو شخصًا ليس أمينًا تُجاهَ أبنائه ولا يفعل ما ينبغي أنْ يفعله، أو إذا كنت تعرفُ أبناءً لا يَسلكونَ كما ينبغي أنْ يَسْلُكوا تُجاهَ آبائهم وأُمَّهاتهم، أو إذا كنتَ تعرفُ شخصًا لا يَسلُكُ كما ينبغي في أيِّ جانِبٍ مِنَ الجوانب في الكنيسة، فإنَّ مسؤوليتك تُحَتِّمُ عليك أنْ تذهب إليه وتتحدثَ إليهِ بمحبَّة. وكما تَرَوْنَ، فإنَّ هذا الأمرَ يُساعدُنا على تطهير أنْفُسِنا.

فما يفعله ذلك هُوَ أنَّه يُطَهِّرُني قبل أنْ أذهب. ثانيًا، إذا ابتدأنا جميعًا في تطبيقِ ذلك، فإنَّ كُلَّ شخصٍ مِنَّا سينظر إلى حياته الشخصيَّة ويقول: "يجب عليَّ أنْ أَحْرصَ على أنْ تكون حياتي قويمة". لذلك يجب على الكنيسة أنْ تهتمَّ بموضوع المُسَاءَلة. فهذا أمرٌ واجبٌ. ولا يَهُمُّ مَنْ تكون. وما أعنيه هُوَ أنَّنا نقرأ في الأصحاح الثاني مِنْ رسالة غَلاطيَّة أنَّ بُولسَ ذَهَبَ إلى بُطرُسَ وقاوَمَهُ مُواجهةً (بحسب ما جاء في الأعداد 11–14) لأنَّه كان مَلُومًا. وقد فعل ذلك أمام الآخرين. وما أعنيه هو أنَّه فعل ذلك عَلَنًا لأنَّ هذا مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس. وقد عَلِمَ الجميعُ بما حَدَث. فلا أحَدَ مُسْتَثْنى مِنْ ذلك. والحقيقة هي أنَّهُ ينبغي توبيخُ الشيوخِ والقادةِ في الكنيسة أمامَ الجميعِ لكي يكون لدى الجميعِ خوف. وقد تَسَلَّمتُ رسالة في هذا الأسبوع مِنْ شخصٍ لَفَتَ نظري إلى إخفاقٍ في حياتي الشخصيَّة، وإلى عملٍ غير مسؤول في حياتي الشخصيَّة، وإلى شيءٍ كان يجب أنْ أفعله ولكنِّي لم أفعله. فقد لَفَتَ نظري إليه. وقد كَتَبْتُ رَدًّا إلى ذلك الشخص وطلبتُ منه أنْ يُسامِحَني، وشكرتُهُ لأنَّهُ لَفَتَ نَظري إلى ذلك الأمر. وكما تَرَوْن، يجب عليَّ أنْ أعرفَ ذلك بقدر ما يجب عليكم أنْ تَعرفوا ذلك. ولكِنْ إنْ لم تخبروني بذلك فإنَّكم لا تساعدونني - لأنَّني سأستمرُّ في اقترافِ نفس الخطأ المَرَّة تِلْوَ المَرَّة. فسوف أستمرُّ في الوقوع في نفس الفَخِّ إلى أنْ تُواجهوني بذلك. لذا فإنَّ الكنيسة تحمل هذه المسؤوليَّة. وأنا أتحدَّثُ عن هذا المستوى مِنَ المُسَاءَلة في الأمور المهمة وفي الأمور الَّتي تختصُّ بالطهارة الشخصيَّة.

لذلك، يجب عليك [إيُّها الزوج] أنْ تُمارِسَ المُساءَلَة مِنْ جِهَة زوجتك. ويجب عليكِ [أيَّتُها الزوجة] أنْ تُمارسي المُساءَلة مِنْ جِهَة زوجِكِ. فلا يجوز لأيٍّ مِنْكم أنْ يَسْكُتَ عنْ خطيَّةٍ يقترفها الآخر، بل يجب عليكم أنْ تواجهوا الطرف الآخر بمحبَّة ... بمحبَّة. وقد تقول: "وماذا لو لم يُصْغِ إليَّ؟" نقرأ في العدد 16 أنَّه يجب عليك في هذه الحالة أنْ تأخُذَ معك شخصين ... شخصًا أو شخصين. وإنِ استمرَّ ذلك الشخص في عدم الإصغاء إليك، عليكَ أنْ تُخْبِرَ الكنيسة بأسْرِها. وما الَّذي يحدث حين تُخبِر الكنيسةَ بأسْرِها؟ سوف تكون الكنيسةُ كُلُّها مسؤولةً عن ذلك الشخص. وقد ذَكَرْنا في أثناء اشتراكِنا في مائدةِ الربِّ في المَرَّة السَّابقة أسماءَ ثلاثة أشْخاص سَقَطوا في الخطيَّة. وقد ذَكَرْنا تلك الأسماءَ أمام الكنيسة بأسْرِها. وأنا أتساءَلُ كَمْ شخصًا منكم كتبَ بطاقةً أو رسالةً، أو اتَّصَلَ بمكتب الكنيسة مِنْ أجل الحصول على عناوين هؤلاء الأشخاص لكي يُرسل إليهم كلمةَ تشجيعٍ مِنَ الرَّبِّ لِحَثِّهم على تَرْكِ تلك الخطيَّة! فهذه مسؤوليتُنا لأنَّ المُسَاءَلة تُبقي الكنيسة طاهرةً. وهذا شيءٌ يُساعدُنا على تطهير أنْفُسِنا.

وما زِلْتُ أَذْكُرُ المَرَّةَ الأُولى الَّتي كَرَّسْنا فيها أنْفُسَنا للقيام بهذا الأمر عندما جئنا إلى الكنيسة النِّعْمة. وقد قال اثنان مِنَ الرُّعاة لي: "سوف تُدَمِّر هذا المكان يا ماك آرثر". وقد كانت هذه خدمتي الرعويَّة الأُولى. ولكنَّهم قالوا لي: "أنت لا تدري ماذا تفعل. فلا يمكنك أنْ تذهب إلى الكنيسة وأنْ تفعل ذلك - أيْ أنْ تَطْلُبَ مِنْ كُلِّ شخصٍ أنْ يبحثَ عن خطايا الآخرين. لا يمكنك أن تفعل ذلك لأنَّك ستُدَمِّر الكنيسة" وقد أجبتُ قائلاً: "سوف نفعل ذلك لأنَّ هذا هُوَ ما يقولُهُ الكتابُ المقدَّس. ثُمَّ إنَّنا سنترك اللهَ يُقَرِّر ما سيحدُث للكنيسة". فعملي لا ينطوي على محاولة بناء الكنيسة. فقد قال المسيحُ إنَّه سيبني الكنيسة. لذلك فإنَّني لن أُنافِسَهُ لأنَّ هذا ليس عملي. فعملي هُوَ أنْ أحاول القيام بكل ما يمكنني القيام به للتأكد مِنْ أنَّ الرعيَّة في الكنيسة تفهم ما تقوله كلمةُ اللهِ، وأنْ تُطَبِّقَ ذلك. وبعد ذلك سنَرى أين سيأخذُ اللهُ الكنيسة. ولديَّ مَثَلٌ توضيحيٌّ رائعٌ مِنْ تلك السنوات الباكرة. فقد اتَّصَلَتْ إحدى الزوجاتِ بي وقالت: "لقد تَرَكَ زوجي البيت. فقد ذهبَ معَ امرأةٍ أخرى". فقلت: "وهل تعرفين اسم تلك السيدة؟" فقالت: "أجل. وَهُوَ هُناكَ الآن. فسوفَ يَعيشُ معها الآن. فقد ترك بيتَهُ وأولادَهُ". فقلت: "ما اسمُها؟" وقد أخبرتني اسْمَها. فما كان مِنِّي إلاَّ أنْ فَتَحْتُ دليلَ الهاتفِ وحَصلتُ على رقم الهاتفِ واتَّصلتُ. فأجابني ذلك الزوجُ على الهاتف. فقلت: "أنا جون مِنَ الكنيسة". وقد كانت تلك صدمة له! كانت صدمة حقيقيَّة. وقد قلت له إنني أتَّصِلُ بهِ باسمِ المسيح، وإنَّني أدعوهُ إلى الطَّاعة. وقد قلتُ له أنْ يَخرجَ مِنْ ذلك المكان قبل أنْ يُخطئَ خطيئةً ضِدَّ الرَّبِّ، وضِدَّ زوجته، وضِدَّ كنيسته، وأنْ يرجع إلى بيته". وبعد صَمْتٍ قصير قال أنَّه سيترك ذلك المكان. وقد اتَّصَلَتْ زوجتُهُ وقالت إنَّه عادَ إلى البيت. وما إنْ رآني يومَ الأحد التَّالي حَتَّى عانَقَني وقال: "شُكرًا لك. فأنا لم أرغب في الوجود في ذلك المكان، ولكني سَقَطْتُ في تجربة. ولم أكُن أدري أنَّ أحدًا قد يُبالي". وكما تَرَوْن، فإنَّ تلك المُسَاءَلة لم تَفْصِلْهُ عنَّا البتَّة، بل أَرْجَعَتْهُ إلى الكنيسة لأنَّ هذا هُوَ ما نحنُ بحاجة إليه.

وكما تَرَوْن، لا يجوز لنا [بِصِفَتِنا مؤمنين] أنْ نفعل ذلك. فهذا شيءٌ لا يجوز أنْ نفعله. أليس كذلك؟ لذلك فإنَّ بُولس يقول: "لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ". والسبب في ذلك هُوَ الجسد. لذا فإنَّ المُسَاءَلة لا تعني التعديّ على خصوصيَّة شخص آخر، بل تعني أنْ نُساعدَ الآخرين في التَّصَدِّي للخطيَّة في حياتِهِم. أتَرَوْن؟ فهذا هُوَ الشيء الَّذي ينبغي أنْ نهتمَّ به: المُسَاءَلة. لذلك فإنَّنا نأتي إلى مائدةِ الرَّبِّ ونَحْرَصُ، كما تعلمون، على أنْ تكون حياتُنا مستقيمةً وأنْ نُخْرِجَ الخشبة مِنْ عيوننا لكي نُساعدَ الآخرينَ، ولكي نُصْلِحَ بعضُنا بعضًا في المحبَّة، ولكي نَحُضَّ بعضُنا بعضًا على المحبَّة والأعمال الصالحة. وهذا هُوَ المعنى المقصود بعبارة "بعضُكم بعضًا" في الكتاب المقدس. وما أعنيه هُوَ: هل تَحُضُّونَ بعضُكم بعضًا، وتُوَبِخُّونَ بعضُكم بعضًا، وتُبَكِّتون بعضُكم بعضًا، وتُصلُّون بعضُكم لأجل بعض، وتُحِبُّون بعضُكم بعضًا، وتُعلِّمونَ بعضُكم بعضًا، وتَبْنونَ بعضُكم بعضًا، وتُنْذِرونَ بعضُكم بعضًا، وتفعلونَ كُلَّ تلك الأشياء الَّتي تحوي عبارة "بعضُكم بعضًا"؟ فهي موجودة في كُلّ مَكانٍ في الكتاب المقدَّس ... والصّلاة بعضُكم لأجل بعض؟ فهذه الأمور هي قِوامُ الحياة في الكنيسة. وهذا أمرٌ مُهِمٌّ جدًّا، كما تَرَوْن.

وهناك موقفٌ أخيرٌ سنتحدث عنه بإيجازٍ شديد، وهو موقفٌ لا يمكنكم أنْ تحيوا الحياة المسيحيَّة مِنْ دونه وَهُوَ: "الغُفْران". فلا يمكن أنْ تبقى الكنيسة قائمةً ما لم يكن هناك غُفران. وهذا موقفٌ ضروريٌّ آخر لأنَّنا بَشَرٌ ولأنَّنا نُخْفِق. وما أعنيه هو أنَّه لا بد مِنْ حدوث ذلك. فأنا أُخْفِقُ، والكُلُّ يُخْفِقُ، ونحن جميعًا نُخْفِق. ولكنْ إنْ لم تَغْفِر للآخرين، ولم تَغْفِر تحديدًا للشخص الَّذي يُسِيء إليك أو يُخطئ إليك، فهذا يعني أنَّ هناكَ سَرَطانًا فيك وأنَّ هناكَ سَرَطانًا في جسد المسيح. وأرجو أنْ تَعودوا قليلاً إلى الأصحاح السادس مِنْ إنجيل مَتَّى إذْ أَوَدُّ أنْ أُنْعِشَ ذاكِرَتَكُم بخصوص صلاةِ التلاميذ. فنحن نقرأ في العدد 12: "وَاغْفِرْ لَــنَا ذُنُوبَنَا". فكُلُّ خَطيئةٍ نَقترفُها هي دَيْنٌ نَدينُ بهِ لله. وَهُوَ دَيْنٌ لا يمكنُ أنْ يُدْفَعَ إلَّا مِنْ خلال ذبيحة المسيح الكاملة. "وَاغْفِرْ لَــنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا". بعبارة أخرى، "اغْفر لنا كما نَغْفِرُ نحنُ للآخرين. "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ".

بعبارة أُخرى، إنْ لم تَغفر للآخرين، فإنَّ اللهَ لنْ يغفرَ لك. وهذه الآية لا تتحدَّث عنِ الفِداء والغُفرانِ الأبديّ، بل تتحدَّث عنِ الغُفرانِ الأبويِّ المُؤقَّت. فالفِداءُ والغُفْرانُ الأبديُّ هُما شيئانِ مضمونان لنا في المسيح. أمَّا الغُفْرانُ الأبويُّ والمؤقَّتُ الذي نحصل عليه هنا والآن، أيِ الغُفرانَ الَّذي يُحافِظْ على بقاء قَنَواتِ الشَّرِكة مفتوحة وطاهرة ومُبارَكة فإنَّنا لا نحصل عليه إلاَّ إذا غَفَرنا للآخرين. لذلك، إنْ لم تَغْفِر للآخرين أيًّا كانت الإساءةُ الَّتي أساءوا بها إليك، إنْ لم تَغْفِر لهم فإنَّ هناكَ سَرَطانًا في حياتك. وأنا أُوْمِنُ بأنَّ القلبَ غيرَ الغَفُور هُوَ السَّبَبُ في مآسي كثيرة. والحقيقة هي أنَّني أعتقدُ أنَّ الجسد يتأثر بأمراض النَّفْس. وهناك أشخاصٌ كثيرون قد يموتون - وأنا أعني أنَّهم يموتونَ حَرْفِيًّا بسبب روحِ عدم الغُفْران. وأنا لا أتحدَّثُ هنا بالمعنى الطِّبِّيّ، ولكني أَعلمُ أنَّ الجسد يلتقط أمراضَ الذِّهْن، وأنَّ الشعورَ بالذنب هُوَ أشنعُ أنواع الأمراض، وأنَّ القلب غير الغفور يؤدِّي إلى مشاعر مُرَّة جدًّا جدًّا، وإلى شُعورٍ بالذنب أيضًا.

لذلك، إذا كنتُ تريدُ أنْ تَختبر غُفرانَ الرَّبِّ لكَ يوميًا لكي تختبرَ تلك الشَرِكة الرائعة والحُلوة والطاهرة الَّتي يريد لَنا أنْ نتمتع بها في هذه الحياة، فإنَّ ذلكَ يَعتمد على غُفرانك للآخرين أيضًا. وسؤالي لَكَ هُوَ: "مَنْ أنتَ حَتَّى لا تَغْفِر؟" أليس كذلك؟ "مَنْ أنتَ حَتَّى لا تَغْفِر؟" وهل تتذكَّرون المَثَلَ المذكور في الأصحاح 18 مِنْ إنجيل مَتَّى عنْ ذلكَ الرجل الَّذي كان يَدينُ بعشرة آلاف وزنة، ثُمَّ إنهُ جاءَ وقال للدَّائن: "أنا لا أمْلِكُ المال لِسَدادِ الدَّيْن. أنا لا أمْلِكُ أيَّ مالِ لسداد الدَّيْن". وقد قالَ لَهُ الدَّائِنُ: "أنا أُسامحك بكُلِّ شيء". ثُمَّ إنَّ ذلك الرَّجُلَ خَرَجَ خارجًا فرأى رَجُلاً يَدينُ له بمبلغٍ ضئيلٍ مِنَ المال. فما كانَ مِنْهُ ألَّا أنْ أَمْسَكَ به مِنْ عُنُقِهِ وَسَجَنَهُ وقال له: "سوف تبقى في هذا المكان إلى أنْ تَدْفَعَ كُلَّ المالِ الَّذي تدينُ به لي". وقد قَصَدَ الرَّبُّ أنْ يقول: "مَنْ أنتَ، أيها الشخص الَّذي قد غُفِرَ لكَ الكثير وأُعْفِيْتَ مِنْ دَيْنٍ لا يمكنك أنْ تَرُدَّهُ حَتَّى لا تَغْفِر لشخصٍ آخر يَدينُ لكَ بمبلغٍ ضئيل؟"

ونقرأ في رسالة أفسُس 4: 32: "كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيح". اسمعوني: يجب علينا أنْ نَغْفِرَ للآخرين لأنَّ الله غَفَرَ لنا خطايانا. وقد غُفِر لنا الكثير. لذلك فإنَّنا نستطيع أنْ نَغْفِر القليل. ويجب أنْ تمتلئ الكنيسة بأُناسٍ غفورين لأنَّنا لا بُدَّ أنْ نُخطئ أيُّها الأحباء. فلا بُدَّ أنْ نُخطئ جميعًا. وما أعنيه هو أنَّني سأفعل أمورًا قد تُغْضبكم، وأنكم ستفعلون أمورًا تُغْضِب أُناسًا آخرين. فلا بُدَّ أنْ تحدث مشاكل بينكم – رُبَّما مَعَ شخصٍ في الكنيسة أوْ خارِجَها. لكنْ إنْ غَفَرْتُمْ للآخرين فإنَّكم ستتحَرَّرونَ مِنْ هذه المشاكل. فسوف تَتَحَرَّرونَ مِنْ تلكَ المَرارة وتَحصلونَ على الغُفْران وعلى بَرَكَةِ الرَّب. أمَّا إذًا مَلأتُم قُلوبَكُم بعدم الغُفْران فإنَّكم ستَمتلئونَ بالمرارة. ومَنْ يريد ذلكَ لنفسه؟ أمَّا الغُفْرانُ فهو شيءٌ رائع.

إذَنْ، هناك الانضباطُ في حياتي الشخصيَّة، والمُسَاءَلة أمامَ الآخرين. وعندما يُخطئ الآخرونَ، يجب عليَّ أنْ أَسْنِدَهُم وأنْ أغفِرَ لهم حَتَّى إنْ كانوا قد أساءوا إليَّ ... حَتَّى إنْ كانوا قد أساءوا إليَّ. وإنْ كانت هناك كنيسة لا تُمارس الغُفران، ستكون هناك مشاكل عويصة ... مشاكل عويصة. وبالمناسبة، فإنَّ الأشخاصَ المتواضعين هُمُ الوحيدونَ الذين يَغفرون. أَتَذكرون ذلك؟ فالأشخاصُ المتواضعونَ ليسوا مُتَكَبِّرين ولا يقولون: "لقد أخطأتَ في حَقِّي. وأنا لا أسمحُ لأحدٍ أنْ يُخطئَ في حَقِّي هكذا". بل إنَّ الشخص المتواضع يقول: "أنت تَفوقُني أهميَّةً، وأنا أريدُ أن أُعَبِّرَ لك عن مَحَبَّتي مِنْ خلال مُسامحتِك". وهناك مواقفُ أخرى سنذكُرُها في المَرَّة القادمة. والآن، دَعونا نَحْني رؤوسَنا حَتَّى نُصَلِّي:

نشكرك، يا أبانا، على ما تعلَّمناه عن المواقف الَّتي تريدها مِنَّا في كنيستك وهي: الطَّاعة، والتَّواضُع، والمحبَّة، والوَحْدة، والخِدْمة، والفَرَح، والسَّلام، والشُّكْر، وضبط النَّفْس، والمُسَاءَلة، والغُفْران. وهي أمورٌ رائعة نُصَلِّي أنْ تَمْتَلِكَها هذه الكنيسة. فيا له مِنْ مكانٍ رائعٍ، ويا لها مِنْ رعيَّة رائعة! ونحن نَرى هذه الأمور فيهم. ونحن نشكركَ، يا رَبّ، على الغُفْرانِ الرائعِ الَّذي نتمتع به جميعًا في هذه الشَّرِكة، وعلى المُسَاءَلة الرائعة الَّتي نُمارسُها بطريقةٍ جميلةٍ جدًّا، وعلى الانضباطِ الشخصيِّ الَّذي نَراه في حياة أُناسٍ كثيرين. ونشكركَ، يا أبانا، لأنَّهم قُدوةٌ حسنةٌ، ونموذجٌ يُحتذى، ومِثالٌ رائعٌ. ولكِنَّنا نسألكَ، يا أبانا، أنْ تُذَكِّرَنا بهذه الأشياء وبالحاجة إلى الاستمرار في أنْ نكون أُمناء. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يَكْتَفونَ بالمشاهدة مِنْ بعيد، والذين يعتقدون أنَّ الأمرَ يُشبهُ شِراءَ تَذكرة ومراقبة ما يَجري مِنْ بعيد، نسألكَ، يا رَبّ، أنْ تُخَلِّصَهُمْ مِنْ ذلك الضُّعْف وأنْ تَجعلهم يعرفون أنَّك ترغب في أنْ يمتلكوا مواقفَ، أيْ مواقفَ صحيحة تَنْبُع مِنَ الشَّرِكة. وليتَ روحَ اللهِ يعمل على تحقيق كُلِّ المقاصِدِ المُقدَّسة الَّتي يريدها المخلِّصُ مِنْ شعبِهِ المَفْدِيِّ لِئَلَّا يعيشَ أيٌّ مِنَّا على الهامِشِ، بل أنْ نشتركَ جميعًا في بناء كنيستك لِمَجدِكَ أنت.

أرجو مِنْكم أنْ تُبقوا رؤوسَكُم مُنحنية قليلاً قبل أنْ نَخْتم. واسمحوا لي أنْ أقولَ إنَّ هذا الوقتَ هُوَ وقتٌ رائعٌ لنا جميعًا لكي نُصَلِّي صلاةَ تكريسٍ حقيقيٍّ للربّ. وَهُوَ وقتٌ مناسبٌ لكي نقول: "أبي السَّماويّ، أنا أرغبُ في أنْ أكون مُنضبطًا، وأنا أتعهَّدُ أمامك في هذه اللحظة بأن أكون مُطيعًا، وبأنْ أفتكر في الأمور الطاهرة، وبأن أَسْلُكَ في الطريق الضيِّق، وبأنْ أهتمَّ مِنْ خلال ضَبْطِ النَّفْسِ والحياةِ الطاهرةِ بأنْ أحْيا حياةَ المُسَاءَلةِ، وبأنْ أخْدِمَ الآخرينَ، وبأنْ أَسْمَحَ لهم أنْ يَخدموني، وبأنْ أُسامِحَ الآخرين". أَلَا تَعَهَّدْتَ بذلك أمامَ الله في قلبك!

This sermon series includes the following messages:

Please contact the publisher to obtain copies of this resource.

Publisher Information
Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969

Welcome!

Enter your email address and we will send you instructions on how to reset your password.

Back to Log In

Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Minimize
View Wishlist

Cart

Cart is empty.

Subject to Import Tax

Please be aware that these items are sent out from our office in the UK. Since the UK is now no longer a member of the EU, you may be charged an import tax on this item by the customs authorities in your country of residence, which is beyond our control.

Because we don’t want you to incur expenditure for which you are not prepared, could you please confirm whether you are willing to pay this charge, if necessary?

ECFA Accredited
Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Back to Cart

Checkout as:

Not ? Log out

Log in to speed up the checkout process.

Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Minimize