Grace to You Resources
Grace to You - Resource

أوَدُّ أن أدعوكُم الآن إلى أن تَفتحوا كِتابكُم المُقدَّسَ على الرِّسالة الأولى إلى تيموثاوُس والأصحاحِ الثَّاني. الرِّسالة الأولى إلى تيموثاوُس والأصحاح الثَّاني. وسوفَ نَتأمَّل معًا في الأسابيعِ القليلة القادِمة في الأعداد مِن 9 إلى 15. الرِّسالة الأولى إلى تيموثاوُس 2: 9-15. وأودُّ أن أقرأَ ذلكَ النَّصَّ كي يَكونَ حَاضِرًا في أذهانِكُم. وأرجو أن تُعيدوا قِراءَتَهُ خلالَ الأسابيعِ القادمةِ الَّتي سَنُعَلِّمُهُ فيها. ولكنِّي أريدُ في هذا الصَّباحِ أن أُرَسِّخَهُ في أذهانِكُم. لِذا، أرجو أن تُصغوا بعناية فيما أَقرأُ ابتداءً مِنَ العددِ التَّاسِع:

"وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، بَلْ كَمَا يَلِيقُ بِنِسَاءٍ مُتَعَاهِدَاتٍ بِتَقْوَى اللهِ بِأَعْمَال صَالِحَةٍ. لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّل".

والآن، مِنَ الواضحِ أنَّ هذا الجُزءَ مِنَ الكتابِ المقدَّسِ يَتحدَّثُ عن دَورِ المرأةِ في الكنيسة. وسوفَ نَتأمَّلُ في ذلكَ بالتَّفصيل لأنَّهُ (كما نَجِدُ بصورة شائعة جدًّا في الكتابِ المقدَّس) إعلانٌ عن أكثرِ شُموليَّةٍ مُدهشة. فروحُ اللهِ يَستخدِمُ كَلماتٍ قليلة جدًّا لا يُمكنُ لأحدٍ سِوى الله أن يَستخدِمَها، فهو يَستخدِمُ كلماتٍ قليلة للتَّعبيرِ عن كَمٍّ هائلٍ مِنَ الحَقِّ بأسلوبٍ شامل. وبسببِ ذلك، يجب علينا أن نَنتَبِهَ جَيِّدًا إلى كُلِّ ما قِيلَ في النَّصِّ. وعندَ انتهائِنا، ستكونُ لدينا فِكرة كاملة عن خُطَّةِ اللهِ للنِّساءِ في الكنيسة.

وأعتقد أنَّهُ مِنَ الواضحِ للجميعِ هُنا أنَّ هذه أرض مَعركةٍ اليوم. فالحِوارُ، والنِّقاشُ، وحَتَّى الخِصامُ الدَّائرُ حولَ قضيَّةِ دَورِ النِّساءِ في الكنيسة قدِ استَفحَلَ كَثيرًا. ومِنَ المُدهشِ في نَظري أنَّ كُلَّ ذلكَ ابتدأَ بنوعٍ مِنْ مُحاولةِ تَبريرِ الذَّاتِ مِن جِهَةِ مَجموعةٍ مِنَ النِّساءِ السُّحاقِيَّاتِ اللَّاتي أَرَدْنَ أنْ يَقْضينَ يَوْمَهُنَّ في الشَّمسِ وأنْ يَلِدْنَ الحَرَكَةَ النِّسائيَّةَ الحديثة. فالحركةُ النِّسائيَّةُ ظَهَرَتْ بسببِ انحرافٍ خَاطِئ. وبالرَّغمِ مِن أصلِها، فقد شَقَّتْ طَريقَها إلى الثَّقافةِ في مُجتمعِنا في كُلِّ ناحية تَقريبًا، وَحَتَّى مؤخَّرًا: إلى الكنيسة.

والكنيسةُ الَّتي بَقِيَتْ على مَرِّ السِّنين مُلتَزِمَةً بِمَعايير سُلوكيَّة مُعيَّنة للرِّجالِ والنِّساءِ تَخَلَّتْ شيئًا وشيئًا، بل وباطِّرادٍ، عن كُلِّ عقائِدِها السَّابقة وتَبَنَّت عقائدَ جديدة. وما يَصدِمُني هو عددُ الكنائسِ والمدارسِ وَحَتَّى كُليَّاتِ اللَّاهوتِ الإنجيليَّةِ الَّتي تَتَخَلَّى سريعًا عنِ الأشياءِ الَّتي كانت طَوالَ حَياتِها تَتَمَسَّكُ بها كحقائقَ كِتابيَّة.

وهُناكَ كُتُبٌ تَصْدُرُ كَتَبها أشخاصٌ كانوا يُعرَفونَ طَوالَ حياتِهم بأنَّهم إنجيليُّونَ، ولكنَّهُم يُنكرونَ الآنَ الأشياءَ الَّتي كانوا دائمًا يُؤمِنونَ بها، ويَتَبَنَّوْنَ الآنَ مَواقِفَ جديدةً بخصوصِ دَورِ النِّساء. وَهُم يَرجِعونَ إلى مَقاطِعَ في الكتابِ المقدَّسِ ويقولونَ إنَّهُ يَنبغي أنْ يُعادَ تَفسيرُها. وهُناكَ مَن يَقولونَ إنَّها مَقاطِع ينبغي إهمالُها لأنَّهم تَعكِسُ فقط تَحَيُّزَ بولُس ضِدَّ الأُنثى. وهُناكَ مَن يقولونَ إنَّ تلكَ المَقاطِعَ أُضيفَت لاحقًا مِن قِبَلِ مُحَرِّرينَ، وإنَّها لا تَعكِسُ قَصْدَ الكاتِبِ الحقيقيِّ أو حَتَّى لا تُوافِق أُسلوبَهُ في الكِتابَة.

وهُمْ يَستخدِمونَ أُسلوبًا أو آخرَ للتهرُّبِ مِنَ التَّفسيرِ الَّذي كانَ دائمًا التَّفسيرَ التَّقليديَّ لكلمةِ اللهِ. والحقيقةُ هي أنَّهُم يُفَسِّرونَ مَقاطِعَ واضحة جدًّا حَتَّى إنَّ مُجَرَّدَ قِراءةِ المَقطعِ (كما فَعلتُ للتَّوّ) لا يَدَعُ مَجالاً للشَّكِّ لديكم في المَعنى المَقصودِ مِنها.

ولكِنْ بالرَّغمِ مِن ذلك فإنَّ الكنيسةَ، الَّتي ينبغي أن تكونَ المَعقِلَ الأخيرَ للحَقِّ الإلهيِّ، تَسقُطُ سَريعًا أمامَ جَيشِ الحَركةِ النِّسائيَّةِ المُتَقَدِّم. ولكِنِّي أتعَهَّدُ وأُنذِرُ في قَلبي بأنَّ كنيسةَ "النعمة" (Grace Community Church)، وأنا شخصيًّا، ونَزاهَةَ تَعليمِنا لكلمةِ اللهِ لن نَصيرَ ضَحايا لما يَجري في المُجتمعِ مِن حَولِنا. ولكِنْ يجب علينا وَحَسْب أنْ نَعودَ إلى كلمةِ اللهِ وأن نُؤكِّدَ ما تَقول كي نَتَمَكَّنَ مِنَ الصُّمود.

والآن، أرجو أن نُدركَ أنَّ كُلَّ هذا الجُهدِ هو ليسَ جُهدًا بَشريًّا وَحَسْب، بل إنَّهُ جُهْدُ العَدُوِّ اللَّدودِ للهِ، والَّذي يَكرَهُ اللهَ، أيْ: الشَّيطان الَّذي يَستخدِمُ أعوانًا بَشريِّينَ خُطاةً لتحقيقِ أهدافِه. ولكِنَّ هَدَفَهُ الحَقيقيَّ هو أن يَهْدِمَ خُطَّةَ وتَصميمَ اللهِ لكنيسَتِه. لِذا، مِنَ المأساويِّ جدًّا أن تَستَسلِمَ الكنيسةُ وتَنصاعَ لأكاذيبِ الشَّيطان، وأن تَصيرَ جُزءًا مِن نِظامِهِ الَّذي يُهاجِمُ خُطَّةَ الله.

فقد وَضَعَ اللهُ مَكانةً للرَّجُلِ ومَكانةً للمرأةِ في المُجتمَع، وفي العائلة، وفي الكنيسة؛ وهي مَكانة واضحة جدًّا في الكتابِ المقدَّسِ. ويجب علينا أن نَعودَ ونُعيدَ تأكيدِ ذلك لنا ولكُلِّ مَن يُصغِي إلى كلمةِ الله.

والآن، بصراحة، يُمكنُني أن أتحدَّثَ وقتًا طويلاً وأن أُبَيِّنَ استِفحالَ الحركةِ النِّسائيَّة. ويُمكنُني أن أقتَبِسَ أقوالَ جَميعِ الأشخاصِ وأن نَنظُرَ إلى كُلِّ أنواعِ الأحداث. ويُمكِنُنا أنْ نَنظُرَ إلى المدارسِ، وكُليَّاتِ اللَّاهوتِ، والكُتُبِ، والأشياءِ الَّتي تُبَيِّنُ لنا أنَّ الاستسلامَ يَحْدُثُ على نِطاقٍ واسِعٍ في مَجالاتٍ كثيرة في الكنيسة. ولكنَّنا جَميعًا على دِرايَةٍ جَيِّدةٍ بذلك. ولا أعتقدُ حَقًّا أنَّ ذلكَ سَيَخْدِمُ أيَّ غَاية في أنْ نَنظُرَ إلى كُلِّ تلكَ المُعطَياتِ، لا سِيَّما إنْ كانَ ذلكَ سَيُهدِرُ جُزءًا كبيرًا مِن وَقتِنا.

لِذا، في ضَوْءِ حَقيقةِ أنَّنا نَعلَمُ جميعًا عن زَحْفِ الحركةِ النسائيَّة، ونَعلمُ جَميعًا عنِ الاستسلامِ الجاري، يبدو لي أنَّ أكثرَ شَيءٍ نَحتاجُ إليهِ حَقًّا هو أن نَنظُرَ وَحَسْب إلى كلمةِ الله. فإنْ فَهِمنا ما تَقولُهُ كلمةُ اللهِ، سنَمتَلِكُ حينئذٍ السِّلاحَ الَّذي سيُمَكِّنُنا مِنَ التَّصَدِّي لأيِّ خطأٍ قد نُواجِهُه. وبصراحة، لا يوجد مَقطَعٌ كِتابيٌّ مُباشرٌ أكثرَ مِن هذا، ومُفيدٌ أكثر مِن هذا، وشامِلٌ أكثر مِن هذا المقطعِ الَّذي قَرأناهُ اليوم. وقد كُنتُ أتمنَّى أن نَتأمَّلَ فيهِ بأسرِهِ في جَلسة واحدة، ولكنَّكُم لن تَرغبوا في الجُلوسِ هُنا خَمسَ ساعاتٍ. لِذا، لن نَفعلَ ذلك. ولكِن خِلالَ الأسابيعِ القليلةِ القادمة، سنَدرُس هذا المَقطَع. وأنا مُتيقِّنٌ مِن أنَّكُم سَتَرَوْنَ بوضوحٍ ودِقَّةٍ تامَّيْنِ ما تَقولُهُ كلمةُ اللهِ عن دورِ النِّساء. وسوفَ نَرْبِطُ ذلكَ أيضًا بآياتٍ أخرى لازِمَة لأنَّ الكتابَ المقدَّسَ يُفَسِّرُ نَفسَهُ بنفسِه. وحينَ نَنتهي، سيكونُ السُّؤالُ الوحيدُ المَطروحُ هو ما إذا كُنَّا نَرغبُ في قَبولِ كلمةِ اللهِ أو في الانضمامِ إلى أولئكَ الَّذينَ يَتَمَرَّدونَ عليها.

والآن، عندَما نَنظُرُ إلى النَّصِّ الَّذي أمامَنا، أريدُ منكم أن تُلاحِظوا أنَّ هُناكَ سِتَّةَ جَوانِب تَختَصُّ بِدورِ النِّساءِ في الكنيسةِ يَذكُرُها الرَّسول: مَظهَرُهُنَّ، ومَوقِفُهُنَّ، وشَهادَتُهُنَّ، ودَورُهُنَّ، وقَصْدُ اللهِ لَهُنَّ، وإسهامُهُنَّ. وكُلُّ جانِبٍ مِن هذه الجوانبِ يَفْتَحُ آفاقًا واسعةً مِنَ التَّفكيرِ والفَهمِ أمامَنا. وفي هذا الصَّباح، سوفَ نَتحدَّثُ عن أوَّلِ جانِبَيْن. وقد كُنتُ آمُلُ في أن نَتمكَّنَ مِنَ التَّحدُّثِ عن أوَّلِ ثلاثَة جوانِب، ولكنِّي لم أتمكَّن مِنْ إكمالِ الدِّراسةِ عنِ الجانبِ الثَّالث. لِذا، سوفَ نَتحدَّثُ عن أوَّلِ جانِبَيْنِ في هذه المَرَّة.

والآن، أريدُ منكم أن تَتذكَّروا السِّياقَ لكي تَفهموا خَلفيَّةَ هذا الكَلام. فالرِّسالةُ كُتِبَتْ مِنَ الرَّسولِ بولس إلى تِلميذِهِ وابنِهِ في الإيمان، وصَديقِهِ العَزيزِ والعامِلِ مَعَهُ: تيموثاوُس. فقد أَنهى بولسُ رِحلاتِهِ التَّبشيريَّة الثَّلاث. وقد أُطلِقَ سَراحُهُ للتَّوّ مِنْ سِجنِهِ الأوَّلِ في رُوما. وهو الآنَ رَجُلٌ حُرٌّ. وقدِ اكتَمَلَ سِفْرُ أعمالِ الرُّسُل. وإذْ يَخرُجُ مِنَ السِّجنِ، يَلتقي تيموثاوسَ في مَدينةِ أفسُس.

ويبدو أنَّهُ كانَ قد بَلَغَهُ أنَّ الأحوالَ في أفسُس ليست كما يَنبغي أن تَكون. وكانت أفسُس والكنيسةُ فيها عَزيزَتَيْنِ على قَلبِه. فقد عاشَ هُناكَ ثلاث سَنواتٍ خَدَمَ فيها. وقد سَكَبَ هُناكَ نَفسَهُ في تلكَ الكنيسة. وقد قالَ عن تلكَ الخِدمةِ إنَّهُ "لَمْ يُؤَخِّرْ [في أفسُس] أَنْ يُخبِرَهُم بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ"، وإنَّهُ حَذَّرَهُمْ لَيلاً ونَهارًا طَوالَ ثَلاثِ سِنين مِن أنَّ البِدَعَ ستأتي مِنَ الخارجِ، ومِن أنَّ الشَّرَّ سيأتي مِنَ الدَّاخِل. ولا شَكَّ في أنَّ خَوفَهُ الأكبَر قد تَحَقَّق. فالكنيسةُ وَقَعَتْ في بِدعة مِنْ جِهَةِ العَقيدة. وقد سَلَكَتِ الكنيسةُ في طَريقِ العَيشِ بطريقة غير مُقَدَّسة. وكانت هُناكَ أمورٌ خاطئةٌ كثيرةٌ تَجري في الكنيسة. والأهمُّ مِن ذلكَ كُلِّه هو أنَّ القادةَ كانوا فاسِدينَ مِن جِهَةِ العَقيدة، وفاسِدينَ أخلاقيًّا. لِذا فقد كانَ يوجدُ في تلكَ الكنيسة رُعاةٌ وشُيوخٌ وشَمامِسَةٌ رَسميُّونَ يَنبغي أن يُستعاضَ عنهُم بخُدَّامٍ أتقياء.

وقدِ التقى بولسُ تيموثاوسَ هُناك. وأعتقدُ أنَّهُ أَدَّبَ شَخصيًّا "هِيمِينَايُس" وَ "الإِسْكَنْدَر" كما جاءَ في الأصحاحِ الأوَّل والعدد 20. ثُمَّ كانَ ينبغي لبولس أن يَمضي غَربًا كي يُتابِعَ خِدمَتَهُ، ولكنَّهُ تَرَكَ تيموثاوسَ هُناكَ في أفسُس. وكانَ ينبغي لتيموثاوس أن يَتَصَدَّى لبقيَّةِ القضايا في الكنيسة. وكانَ قد مَضى على مُغادرةِ بولس بِضعة أسابيع فقط. وقد كَتَبَ هذه الرِّسالة إلى تيموثاوس كي يُشَدِّدَهُ، ويُشَجِّعَهُ في المَهَمَّة، وكي يَشْحَذَ ذِهْنَهُ بخصوصِ ما يَنبغي أن يَفعلَهُ.

وقد كانت هناكَ أمورٌ كثيرة خاطئة في الكنيسة. ونحنُ نَعلمُ ذلكَ بسببِ طبيعةِ هذه الرِّسالة والمواضيعِ الَّتي تُعالِجُها. ولكِنَّكُم ستُلاحظونَ في الأصحاحِ الثَّالثِ والعَدَدَيْن 14 و 15 أنَّهُ يُبَيِّنُ لنا القَصْدَ الكُلِّيَّ مِنَ الرِّسالة: "هذَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكَ رَاجِيًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَنْ قَرِيبٍ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ". بعِبارة أخرى، أنا أكتُبُ إليكَ كي تَعلمَ كيفَ ينبغي للكنيسةِ أن تَعمَل. فهذه رِسالة تَهدِفُ إلى تَرتيبِ الأمورِ في الكَنيسة.

وقد كانت هُناكَ مَشاكِل عديدة في تلكَ الكنيسة. وواحدة مِنها...واحدة مِنها تَختصُّ بمكانَةِ النِّساء. ومِنَ الواضحِ أنَّهُ إنْ دَخَلَتِ الكنيسةُ في نِطاقِ العقيدةِ الخاطئةِ، وَمِنَ الواضحِ أنَّها إنْ كانت غير مُقَدَّسة في سُلوكِها، فإنَّ ذلكَ سيؤثِّرُ في النِّساءِ في الكنيسةِ، وفي الرِّجالِ أيضًا. وحيثُ إنَّ عَدَدَ النِّساءِ في الكنيسة يَفوقُ عادَةً عَدَدَ الرِّجالِ، قد يُشيرُ ذلكَ إلى كَثرةِ عددِ المَشاكِل. فالأمورُ لم تَكُن على مُا يُرام في تلكَ الكنيسة. وقد أَثَّرَ ذلكَ سَلبيًّا في النِّساء.

وهُناكَ تَذكيرٌ في الأصحاحِ الخامِسِ (إنْ لاحَظتُم ذلكَ في العددِ الثَّاني) بأنَّهُ يَنبغي للنِّساءِ أن يُحافِظْنَ على طَهارَتِهِنَّ. وفي ضَوْءِ الطَّبيعةِ الصَّارِمَةِ لهذهِ الرِّسالة، أيْ أنَّها كُتِبَتْ لمُعالَجَةِ عَدَدٍ مِنَ المَشاكِل، وأنَّها كُتِبَتْ للتَّصَدِّي لِعَدَدٍ مِنَ القضايا، يُمكِنُنا أن نَفتَرِضَ أنَّ الحَديثَ هُنا عن ضَرورةِ مُحافظةِ النِّساءُ على طَهارَتِهِنَّ تَعني أنَّهُ كانت هُناكَ نِساءٌ لا يَفعلنَ ذلك.

وإذا تَقَدَّمنا أكثر في ذلكَ الأصحاح، نُلاحِظُ في العددِ السَّادسِ (على سَبيلِ المِثالِ) أنَّ عَدَدًا مِنَ النِّسوةِ كُنَّ يَعِشْنَ في المَلَذَّاتِ وأنَّهُنَّ كُنَّ مَيِّتات بالرَّغمِ مِن أنَّهُنَّ كُنَّ على قَيْدِ الحَياة. لِذا، رُبَّما تَخَلَّتْ نِساءٌ مِنْهُنَّ عنِ الطَّهارةِ، ورَغِبْنَ في أنْ يَعِشْنَ لأجلِ المُتعَة. ونَجِدُ في عَدَدٍ لاحِقٍ، وتَحديدًا في العددِ الحادي عَشَر، أنَّ مَجموعةً مِنَ الشَّابَّاتِ الأرامِلِ قد نَذَرْنَ وَتَعَهَّدْنَ أنْ يُكَرِّسْنَ ذَواتِهِنَّ للمسيحِ ولكِنَّهُنَّ لم يَفينَ بوعودِهِنَّ، بل كُنَّ بسببِ شَهوَتِهِنَّ مُعَرَّضاتٍ لخَطَرِ عَدَمِ الوَفاءِ بتلكَ الوُعودِ. وبسببِ ذلكَ فإنَّهُنَّ سَيَجْلِبْنَ على أنفُسِهِنَّ (بحَسَبِ العدد 12) الدَّينونَةَ بسببِ عَدَمِ وَفائِهِنَّ بعُهودِهِنَّ الأصليَّة. ونَقرأُ في العدد 13 أنَّ عَدَدًا مِنْهُنَّ قد صِرْنَ بَطَّالاتٍ يَطُفْنَ مِنْ بيتٍ إلى بَيت. وقد كُنَّ مِهْذَارَات أَيْضًا، وَفُضُولِيَّات، ويَتَكَلَّمْنَ بِمَا لاَ يَجِب. ونَقرأُ في العدد 15 أنَّ بَعْضَهُنَّ انْحَرَفْنَ وَرَاءَ الشَّيْطَان. وفي رِسالتِهِ الثَّانيةِ إلى تيموثاوس في أفسُس (في رسالة تيموثاوس الثَّانية 3: 6)، يَذكُرُ هُناكَ أنَّهُنَّ كُنَّ "مُحَمَّلاَتٍ خَطَايَا، مُنْسَاقَاتٍ بِشَهَوَاتٍ مُخْتَلِفَة"، وأنَّهُنَّ كُنَّ يَنْسَقْنَ بسهولة وراءَ تلكَ التَّعاليمِ المُضِلَّة.

والآن، لِنَعُد إلى الأصحاحِ الثَّاني. ففي هذا المَقطَعِ، نَرى أنَّ النِّساءَ لم يَكُنَّ فقط يُواجِهْنَ مَشاكِلَ مِن جِهَةِ الطَّهارة، ولم يَكُنَّ فقط يَتْبَعْنَ الشَّيطانَ، ويَنْكُثْنَ عُهودَهُنَّ الَّتي قَطَعْنَها للمسيح، ولم يَكُنَّ فقط مُنساقاتٍ وراءَ شَهواتِهِنَّ المُختلفة، بل إنَّهُ كانت هُناكَ نِساءٌ مِنهُنَّ يَتَصَرَّفْنَ بعدمِ حِشْمَة. وهذا يَعني أنَّهُنَّ كُنَّ يَجْلِبْنَ الكثيرَ مِنَ الأمورِ غيرِ اللَّائقةِ، والأمورِ النَّجِسَةِ، والأمورِ المُخِلَّةِ بالأخلاقِ إلى العِبادةِ في الكنيسة. وقد كُنَّ يَتَظاهَرْنَ بالمجيءِ لأجلِ العِبادةِ، ولكنَّهُنَّ كُنَّ يَخْتَلْنَ بأنفُسِهِنَّ، ويُنَجِّسْنَ تلكَ العِبادةَ بالملابسِ الفاضِحَةِ والسُّلوكيَّاتِ الَّتي تُفْصِحُ عن قَصْدٍ شِرِّيرٍ، لا عن قَلبٍ مُتَعَبِّدٍ.

ومِنَ المُهِمِّ في الكنيسة أن تكونَ العِبادةُ هي الجَوهَر. أليسَ كذلك؟ ونحنُ مُلتزمونَ بذلكَ هُنا. وقد دَرَسنا كثيرًا عنِ العِبادة. لِذا، نَجِدُ في لائحةِ الأولويَّاتِ الَّتي يَذكُرُها بولسُ هُنا لتيموثاوس، نَجِدُ أنَّ هذا الأمرَ يأتي في رأسِ اللَّائحةِ تقريبًا. ففي الأصحاحِ الثَّاني، عندما يَبتدئُ بالتحدُّثِ عنِ المشاكلِ الموجودةِ في الكنيسة، فإنَّهُ يَبتدئُ بقضيَّةِ الصَّلاةِ الكِرازيَّة. أليسَ كذلك؟ فهو يَدعو الكنيسةَ إلى الصَّلاةِ لأجلِ خَلاصِ كُلِّ البَشَر لأنَّ اللهَ يُريدُ أنَّ جَميعَ النَّاسِ يَخلُصون. وقد كانت هذه أهَم قَضيَّة يَنبغي لبولسَ أن يُعالِجَها لأنَّ الكنيسةَ في أفسُس كانت قد تَبَنَّتْ عَقيدةَ الفِداءِ الحَصريِّ الَّتي تَقولُ إنَّ نُخبةً صَغيرةً فقط مِنَ اليهودِ الَّذينَ يَحفظونَ النَّاموسَ يُمكِن أن يَخلُصوا، أوَّ إنَّ نُخبةً صغيرةً مِنَ الأُمَمِ الَّذينَ يَرتَقونَ إلى مُستوى المَعرفةِ الصُّوفيَّةِ يُمكِنُ أن يَخلُصوا، وإنَّ الخلاصَ ليسَ للجميع. وهذه العَقليَّة الحَصريَّة قَطَعَتْ حَبْلَ الكِرازة إلى العالَم. لِذا فإنَّهُ يَتحدَّثُ بصورة رئيسيَّة عنِ الحاجةِ إلى إدراكِ أنَّ اللهَ يُريدُ أنَّ جميعَ النَّاسِ يَخلُصون.

أمَّا الموضوعُ الثَّاني الَّذي يَدورُ في ذِهنِه فهو موضوعُ العِبادة. وقد تَنَجَّسَتِ العِبادةُ بنساءٍ كُنَّ يَنْظُرْنَ إليها كوسيلة للتَّباهي بِثَروَتِهِنَّ، أو لإظهارِ جَمالِهِنَّ، أو لِاجتذابِ الرِّجالِ جِنسيًّا فَيُبْعِدْنَ تَركيزَهُم عنِ اللهِ الحَيِّ بسببِ تَفكيرِهم في أمورٍ لا تَليق..لا تَليقُ بِكُلِّ تأكيد ببيئةِ العِبادة. لِذا فإنَّهُ يَتحدَّثُ عن موضوعِ العِبادة. وهذا يَحْفِزُ بولسَ إلى التحدُّثِ عن موضوعِ دَورِ المرأةِ بأسرِه في إطارِ الإيمانِ المسيحيِّ.

والآن، يجب عليكم أن تَتذكَّروا أنَّهُ فيما يَختصُّ بموضوعِ الصَّلاةِ الكِرازِيَّةِ فإنَّهُ تَحَدَّثَ مُخاطِبًا الرِّجالَ في العددِ الثَّامِن فقالَ إنَّهُ يجب على الرِّجالِ أن يُصَلُّوا في كُلِّ مَكانٍ، وإنَّهُ يجب عليهم أن يَفعلوا ذلكَ لا فقط بأيادي طاهِرة، أيْ بحياة نَقِيَّة، بل أيضًا بدونِ غَضَب وَلا جِدال؛ أيْ بقلبٍ نَقيٍّ. لِذا فإنَّ حياةَ الرِّجالِ وقَلبَهُم هو القضيَّة في العددِ الثَّامِن. والآن، نَجِدُ أنَّ حَياةَ النِّساءِ وقَلبَهُنَّ هو القضيَّة في العددِ التَّاسِع.

وحيثُ إنَّ المَلابِسَ مَسألة تَنطوي على بعضِ الأهميَّة عندَ الجِنسِ اللَّطيف، فإنَّ بولسَ يَبتدئُ بالحَديثِ عن مَظهَرِهِنَّ. وهذه هي أوَّلُ نُقطة أريدُ مِنكُم أن تَرَوْها. فهو يُناقِشُ مَظْهَرَهُنَّ. ولا يوجد لديَّ أَدنى شَكٍّ في أنَّهُ يَكشِفُ عن مُشكلةٍ في الكنيسةِ في أفسُس. وليسَ هُناكَ فقط، بل مِنَ المؤكَّدِ أنَّ مَشاكِلَهُم تَعكِسُ مَشاكِلَ موجودةً في الكنيسةِ في كُلِّ مكان.

لِذا فإنَّهُ يَقولُ في العددِ التَّاسِع، لِنَنظُر إلى هذا العَدد: "وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ..." والنَّصُّ اليونانيُّ يَقولُ حَرفيًّا: "بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ". ثُمَّ إذا انتقَلنا إلى نِهايةِ العَدَدِ فإنَّهُ يَقولُ بصورةٍ مُحَدَّدة جدًّا: "لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ".

ولا يُمكِنُ أن تُواجِهوا مُشكلةً في فَهمِ مَا يَقول. فالكلامُ بَسيطٌ جدًّا جدًّا وواضِحٌ جدًّا. ولكِن أريدُ منكم أن تَفهموا القَصدَ مِن ذلكَ تَمامًا. لِذا، أوَدُّ أن أتأمَّلَ في النَّصِّ بالتَّفصيل. أوَّلاً، إنَّ الكلمة "وَكذلكَ" تُعيدُنا إلى العددِ الثَّامِن حيثُ يَقول: "فأريدُ أن يَفعلَ الرِّجالُ كَذا". "وكذلكَ، أنْ تَفعلَ النِّساءُ كَذا". فالكلمة "وكَذلكَ" تُقَدِّمُ مَوضوعًا جديدًا، ولكنَّهُ مَوضوعٌ وَثيقُ الصِّلة. فهو بُعْدٌ جَديدٌ مِنَ الموضوعِ الكُلِّيِّ لكيفيَّةِ تَصَرُّفِ الرِّجالِ والنِّساءِ في العِبادةِ في اجتماعِ المؤمِنين. فالكلمة "وكذلكَ" تَنْقلُنا في نِطاقِ مَوضوعٍ كَبيرٍ إلى نُقطةٍ أُخرى يَتِمُّ التَّركيزُ عليها.

فمثلاً، في الأصحاحِ الثَّالثِ، يَبتدئُ بولسُ بالتحدُّثِ عنِ الأُسقُفِ أوِ الشَّيخِ أوِ الرَّاعي. ثُمَّ إنَّهُ يَقولُ في العددِ الثَّامِن: "كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ"، وفي العددِ الحادي عَشَر: "كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ النِّسَاءُ". وما يَفعَلُهُ هُناكَ يأتي في سِياقِ أولئكَ الأشخاصِ المُعتَرَف بِهِم رَسميًّا بِصِفَتِهم خُدَّامًا للكنيسة. فَهُوَ يَنتَقِلُ مِنَ الشُّيوخِ إلى الشَّمامِسَةِ، ثُمَّ إلى ما يُعْرَفُ بالشَّمَّاسات. لِذا فإنَّ الكلمة الصَّغيرةَ "كذلكَ" (وهي كلمة واحدة في اللُّغة اليونانيَّة) تَنقلُنا في إطارِ مَوضوعٍ كبيرٍ إلى زاوية أخرى مِن ذلكَ النِّقاش. لذا فإنَّهُ يَنتقلُ هُناكَ مِنَ الموقفِ العامِّ للرِّجالِ في العِبادة إلى الموقفِ والتَّصَرُّفِ العامِّ للنِّساء.

والآن، لِنَرجِع إلى بدايةِ العددِ الثَّامِنِ حيثُ ستُلاحِظونَ الفِعل "فأريدُ أنْ". وَهُوَ "بولوماي" (boulomai). وهو يُعَبِّرُ عنِ النِيَّةِ والقَصد. فهو يُعَبِّرُ عنِ النِيَّةِ والقَصد. فهو يُعَبِّرُ عنْ عَقْدِ العَزْمِ على شَيء. وَهُوَ فِعْلُ أمْر. فهو ليسَ الفِعل "ثيلو" (thelo) الَّذي يُعَبِّرُ عنِ الرَّغبة، أو عنِ العاطفة. بل هو يَعني: "أنا آمُرُ". وهو يُشيرُ إلى قَصْدٍ رَسوليٍّ. وهو يُشيرُ إلى سُلطانٍ إلهيٍّ. فهو يأمُرُ جَميعَ الرِّجالِ أن يُصَلُّوا، وأنَّ النِّساءَ يُزَيِّنَ ذَواتِهِنَّ بطريقة لائقة.

وبعدَ أن بَيَّنَّا أنَّ القَصْدَ هُوَ أَمْر، نأتي إلى فِكرةِ أنَّ هذه مَسألة خَطيرة. وما الَّذي يَرمي إليهِ تَحديدًا؟ "أَنَّ النِّسَاءَ [أيضًا]". والكلمة "أيضًا" تُذكَرُ في بعضِ التَّرجماتِ للإشارة إلى أنَّهُ ينبغي للرِّجالِ أن يَتصرَّفوا بهذه الطَّريقة، وأنَّهُ ينبغي للنِّساءِ أيضًا أن يَتصرَّفْنَ بهذه الطَّريقة: "أنْ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ".

والآن، اسمَحوا لي أن أتحدَّثَ وَحَسْب عنِ الكلمة "يُزَيِّنَّ". فالكلمة "يُزَيِّنَّ" هي "كوزميئو" (kosmeo). وهي الكلمة الَّتي اشتُقَّتْ مِنها الكلمة "كوزميتيك" (cosmetic) ومَعناها: "مُستحضراتُ التَّجميل". وهي تُشيرُ إلى الطَّريقةِ الَّتي تَتَجَمَّلُ بها المرأة. وهي تَعني في الأصل: "يُرَتِّب" أو "يُنَظِّم" أو "يُهَيِّئ". وهو يَقولُ إنَّهُ يجب على المرأةِ أن تُهَيِّئَ نَفسَها. وأودُّ أن أبتدئَ بتلكَ الفِكرة البسيطة.

فعندما تأتي المرأة للعبادة، لا بُدَّ أن تُهَيِّئَ نَفسَها. فيجب على المرأةِ أن تُهَيِّئَ نَفسَها للعبادة. فيجب عليها أن تَستَعِدَّ لذلك. وهذه حَقيقة مُفتَرَضة أو مُسَلَّمٌ بها. وعندما تُهَيِّئُ النِّساءُ ذَواتِهِنَّ، يجب أن يَفْعَلْنَ ذلكَ بِلِباسِ الحِشمَةِ. ونَجِدُ هُنا صِيغةً أخرى للكلمة "كوزميئو" (kosmeo) مِنَ الجَذرِ نَفسِه. وهذه صِفَة "كوزميو" (kosmios). وهي تُشيرُ ببساطة إلى الفِكرةِ نَفسِها. فيجب عليها أن تُهَيِّئَ نَفسَها تَهيئةً لائقة. ويجب عليها أن تُزَيِّنَ نَفسَها زَينةً لائقة. والكلمة "كوزميو"، الَّتي هي صِفَة، تَعني: "بنظام" أو "بترتيب" أو "بلِياقة" أو "بأناقة" أو "بصُورة حَسَنة". لِذا، يجب على المرأةِ أن تأتي إلى العِبادةِ بهيئة حَسَنة. وهذا يعني أنَّهُ يوجدُ استعدادٌ للعبادة. فهذا واضح.

والكلمة المُترجمَة في تَرجمةِ الملك جيمس "لِباس" هي كلمة أكبر مِن ذلك. فهي تَعني لا فقط "ملابس"، بل إنَّها تُستخدَمُ في مَواضِع عديدة بمعنى: "هَيئة" أو "مَوقِف" أو "تَصَرُّف". وهي قد تُشيرُ إلى سُلوكِ المرأة. لِذا فإنَّ الفِكرةَ هُنا هي الاستعدادُ التَّامّ. فعندما تأتي المرأة للعبادة، يجب عليها أن تكونَ مُستعدَّة تمامًا. ويجب عليها أن تَتزيَّنَ مِنَ الدَّاخلِ والخارِج. وأحدُ جوانبِ ذلك هو أنْ تَتَزَيَّنَ بِلباسِ الحِشمَة.

وقد قلُنا إنَّ الكلمة "كوزميئو" تَعني: "يُرَتِّب"، وإنَّ الكلمة "كوزميو" تُشيرُ إلى التَّرتيبِ والنِّظامِ والأناقَة. والاسمُ المُشتقُّ مِن ذلكَ الجَذرِ نَفسِه هو الكلمة "كوزموس" (kosmos)، وهي الكلمة الَّتي اشتُقَّت مِنها الكلمة "وورلد" (world) والتي تُترجَم غالبًا بمعنى: "عَالَم". وهي تَعني في الحقيقة: "نِظام" أو "مَنظومَة". والكلمة النَّقيضَة للكلمة "كوزموس" هي: "فَوضَى". لِذا، يُمكنُنا أن نَستنتِجَ أنَّهُ لا يَجوزُ للمرأة أن تأتي للعبادة بهيئةٍ فَوضويَّة؛ أيْ بهيئة غير مُرَتَّبة، وغير مُنَظَّمة، ومِن دونِ استعداد، وبهيئة غير لائقة، أو بملابس غير لائقة.

إذًا، الفِكرةُ الَّتي يَتِمُّ التَّركيزُ عليها هُنا هي الملابس، ولكِنَّ الفِكرةَ الضِّمنيَّةَ هي الموقِف. وهو ما سنتحدَّثُ عنهُ بعدَ قليل. والموقفُ هو موقِفُ الوَرَعِ والتَّعَقُّل. ولكِنَّهُ يَتحدَّثُ عنِ الملابسِ لأنَّهُ يَتكلَّم بصورة مُحَدَّدة عنِ الشَّعرِ، والذَّهبِ، واللآلئِ، والملابسِ الكثيرةِ الثَّمَن.

والنُّقطة هي كما يَلي: بصورة رئيسيَّة، يجب على المرأةِ أن تُعِدَّ نَفسَها للعِبادة. وهذا الإعدادُ يَتطلَّبُ مَوقِفًا قَلبيًّا، ويَتطلَّبُ زِينةً لائقةً مِنَ الخارِج. فلا يجوزُ لها أن تأتي بحالة فَوضويَّة في الرُّوح، ولا بحالة فَوضويَّة في الملابِس، ولا في حالة فَوضويَّة في أيِّ شيء. بل يجب عليها أن تأتي باحترامٍ يَليقُ بالعِبادة. ويجب عليها أن تَرتدي ملابسَ تَليقُ بالعِبادة؛ أيْ بملابسَ مُرَتَّبة تَليقُ بالهدفِ الإلهيِّ والرُّوحيِّ لاجتماعِ الكنيسة. فيجب أن تَعكِسَ مَلابِسُها قَلبًا عابِدًا يُرَكِّزُ على اللهِ ويُرَكِّزُ على مَجْدِ الله.

ولكِنَّ بولسَ لا يَكتَفي بذلكَ التَّحريضِ العامِّ، بل يَدخُلُ في التَّفاصيلِ الدَّقيقةِ في نهايةِ العددِ التَّاسع. لِنَنظُر إليه. فهو يَقول: "[في حالِ أنَّكُم لم تَنتبهوا إلى ما قُلْت] لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَن". ونحنُ نَرى هُناك أنَّ الرَّسولَ يَتطرَّقُ إلى بعضِ أساليبِ المُبالغةِ الَّتي كانت تُفْسِدُ العِبادةَ في كنيسةِ أفسُس، ورُبَّما في كنائس أخرى أيضًا. وهو كَلامٌ مُباشِرٌ جدًّا وعَمليٌّ جدًّا. وهو يَتطلَّبُ مِنَّا انتباهًا وفَهمًا.

والآن، إنَّ بولسَ...اسمَحوا لي أن أقولَ هذا: إنَّهُ لا يَقولُ إنَّهُ يجب على المرأةِ أن تأتي إلى الكنيسةِ في حالةٍ سَيِّئة، أو مُزرِيَة، أو مُهَلْهَلَة، أو غير مُبالِيَة. فهو لا يَقولُ ذلك. فهو لا يَقولُ إنَّهُ لا يَجوزُ لهُنَّ أن يَرتدينَ ملابسَ جميلة، بل إنَّهُ خَتَمَ كلامَهُ للتَّوّ بالقولِ إنَّهُ يجب عليهنَّ أن يأتينَ باستعدادٍ سَليمٍ. وهذا يَعني أنْ يَرتدينَ ملابسَ لائقة بطريقةٍ تَعكِسُ نِعمةَ وجَمالَ المرأة، والقَصدَ والهَدَفَ مِن عِبادةِ الله. ولكِن كما أنَّ الرِّجالَ يَميلونَ إلى الخِصامِ، والشِّجارِ، ورُبَّما الضَّغينة، ورُبَّما إلى تَوسيخِ أيديهم بأقذارِ العالَم، وإلى المَجيءِ بخطاياهم، رُبَّما تَميلُ النِّساءُ إلى الانشغالِ بزينَتِهنَّ الخارجيَّة فَيُسِئْنَ إلى خِدمةِ العِبادة.

والآن، اسمَحوا لي أن أُعطيكُم فكرةً صغيرة عن تلكَ الثَّقافة وعنِ المَكانِ الذي رُبَّما جاءت مِنهُ تلكَ الأشياء. فقد كانَ هناكَ رَجُلٌ اسمُهُ "جوفينال" (Juvenal) عاشَ في الفترةِ الواقعةِ بين سنة 40 (أو 60) قبلَ الميلاد وسنة 140 قبلَ الميلاد. وقد كانَ شاعِرًا. وقد كَتَبَ أشياءً كثيرة تَمَّ العُثورُ عليها. لِذا فإنَّنا نَعرِفُ بَعضَ سِماتِ ذلكَ الوقتِ في الإمبراطوريَّةِ الرومانيَّةِ مِن خلالِ قِراءَةِ كِتاباتِه. وفي إحدى الوثائقِ الَّتي تَمَّ العُثورُ عليها، كَتَبَ مَا يَلي: "لا يوجد شيء لا تَسمَحُ المرأة لنفسِها أن تَفعلَهُ. فهي لا تَظُنُّ أنَّهُ يوجدُ شيءٌ قد تَخجَلُ مِنه. وعندما تُحيطُ عُنُقَها بِزُمُرُّداتٍ خَضراء، وتَضَعُ لآلِئَ كَبيرةً في أُذُنَيْها، مِنَ الواضحِ أنَّها تُبالي جدًّا بجمالِها. وبسببِ الأشياءِ الكثيرةِ والمُتَراصَّةِ الَّتي تَضَعُها فوقَ رأسِها، فإنَّها لا تُعيرُ أيَّ انتباهٍ لزوجِها" [نهايةُ الاقتباس].

والحقيقةُ هي أنَّ "جوفينال: يُقَدِّمُ لنا فِكرةً صغيرةً عنِ النِّساءِ اللَّاتي كُنَّ مُنشَغِلاتٍ بِمَظْهَرِهِنَّ. ومِنَ المؤكَّدِ أنَّهُ يُمكِنُنا أن نُقِرَّ اليومَ أنَّ مُجتمعَنا مُنْهَمِكٌ في ذلك. فمُجتمعُنا غارِقٌ في عِبادةِ الجسدِ البشريِّ، وفي عِبادةِ الأزياءِ، وفي عِبادةِ تَسريحاتِ الشَّعر. وما أعنيه هو: إنَّها ثَقافَتُنا وَحَسْب. وإن كانتِ الكنيسةُ قد وَقَعَتْ تحتَ تأثيرِ ذلكَ النِّظام، لماذا نتوقَّع أن يكونَ الأمرُ مُختلِفًا في زَمَنِ الكنيسةِ الباكِرة؟ فالنِّظامُ العالَمِيُّ هو الَّذي يَسعى دائمًا إلى الزَّحفِ إلى الكنيسة. ومِنَ المؤسِفِ أنَّ الكنيسةَ تُرَحِّبُ عاجِلاً أَم آجِلاً بهذا الزَّحف.

وقد كانت هُناكَ نساء في الكنيسة في ذلكَ الوقت تَتَرَكَّزُ حَياتُهُنَّ، بصراحة، على مَظهَرِهِنَّ؛ كما توجدُ نِساءٌ اليوم في الكنيسة يَمتَلِكْنَ نَفسَ تلكَ العَقليَّة. فَهُنَّ يأتينَ إلى الكنيسةِ بقصدِ عَرْضِ مَلابِسِهِنَّ وتَسريحاتِ شَعرِهِنَّ.

وفي وَصْفِ "فايلو" (Philo) لإحدى المُومِساتِ، وَهُوَ أمرٌ مُدهِشٌ، في كِتاب: "ذَبيحَتا قايين وهابيل" (The Sacrifices of Cain and Abel)، يَكتُبُ ما يَلي: "تُوْصَفُ المُومِسُ عادةً بأنَّها تَضْفِرُ شَعرَها جَدائِل، وتُلَوِّنُ جَفْنيها، وتَصْبِغُ حَاجِبَيْها، وتَرتدي مَلابِسَ غاليةَ الثَّمن مُطَرَّزة بالأزهارِ الكثيرة، وتَرتدي الأساوِرَ والعُقودَ الذَّهبيَّة والحُلِيَّ الَّتي تَتَدَلَّى مِن كُلِّ جُزءٍ فيها" [نهايةُ الاقتباس].

وفي تلكَ الثَّقافةِ آنذاك، كانتِ المرأةُ الدُّنيويَّة، أوِ المرأةُ الَّتي تُريدُ أن تَتباهَى بِثروَتِها، وتَتباهَى بجمالِها، وتَسترعي الانتباهَ لنفسِها، وتَجذِبَ انتباهَ الجَميعِ إليها، وتُغوي جِنسيًّا شخصًا ما، كانت امرأةً تُبالِغُ في مَلابِسِها، وتُبالِغُ في زينَتِها، وتُبالِغُ في استخدامِ مُستحضَراتِ التَّجميلِ بكُلِّ مَعنى الكلمة. وقد كانت هذه هي المرأةُ الدُّنيويَّة. وقد كانَ هذا الوَصفُ يَنْطَبِقُ على المُومِسِ أوِ المرأةِ المُبَهرَجة، أوِ المُتباهِيَة، أوِ البَاذِخَة. وما يَقولُهُ الرَّسولُ بولس هو أن ذلكَ لا يُمكِن أنْ يُمارَسَ في اجتماعٍ للعِبادة مِن دُونِ أن يكونَ أمرًا مُبالَغًا فيه لأنَّ لِسانَ حَالِها يَقول: "أيُّها النَّاسُ، أنا لستُ هُنا كي أعبُدَ اللهَ، بل أنا هُنا كي أَجذِبَ انتباهَكُم". فهذا هو قَصدُه.

وفي رُوما، على سَبيلِ المِثالِ، يَتحدَّثُ "بليني" (Pliny) عن عَروسِ "كاليغيولا" (Caligula) الَّتي تُدعَى "لوليا بولينا" (Lollia Paulina). وهو يقولُ إنَّها عندما كانت تَحضُرُ مُناسبةً خاصَّةً جدًّا، كانت في أغلبِ الأحيانِ تَكْتَسي باللَّآلِئِ والزُّمُرُّدِ والذَّهبِ الَّذي تَزيدُ قيمَتُهُ عنِ المَليون دولار.

وعلى النَّقيضِ مِنَ المرأةِ الدُّنيويَّة الَّتي تَتَّصِفُ بأنَّها مُتَبَاهِيَة ومُتظاهِرَة، وتُريدُ أن تكونَ فاتِنَةً وجَذَّابة، وأن تلفِتَ أنظارَ الجَميعِ إليها...مِنَ المُدهِشِ أنَّهُ إن دَرستُم عنِ البِدَعِ في رُوما، أيْ عنِ الهَرطقاتِ الدينيَّة، ودَرستُم عنِ الدِّياناتِ الصُّوفيَّة في ذلكَ الوقت، ستجدونَ أنَّهُم كانوا يَضَعونَ قوانينَ صَارِمَة جدًّا بخصوصِ مَلابسِ ومَظهرِ النِّساءِ اللَّاتي يَأتينَ لأوقاتِ العبادةِ تلك. فقد كانتِ الهَرطقاتُ صَارمةً جدًّا بهذا الخُصوص.

فمثلاً، هناكَ نَقْشٌ تَمَّ اكتِشافُهُ، وهو يَقول: "لا يَجوزُ للمرأةِ المُكَرَّسَةِ أن تَرتَدي حُلِيًّا ذَهبيَّة، ولا أنْ تَضَعَ أَحْمَرَ الشِّفاه، ولا مَسحوقًا لتبييضِ البَشْرَة، ولا غِطاءً على رأسِها، ولا أنْ تَضْفُرَ شَعرَها، ولا أنْ تَرتدي حِذاءً إلَّا إذا كانَ مَصنوعًا مِنَ الخَيْشِ أو مِنْ جُلودِ حَيواناتِ الذَّبائح" [نهايةُ الاقتباس].

فقد كانت تلكَ الهَرطَقة الدينيَّة تقولُ إنَّهُ لا يَجوزُ لأيِّ امرأة أن تأتي إلى مَكانِ العِبادةِ إلَّا إذا كانت تَرتدي ملابسَ لائقة. وما يَزالُ هذا الأمرُ جُزءًا مِنَ البِدَعِ والدِّياناتِ في العالَم. فإنْ ذَهبتِ، على سَبيلِ المِثالِ، إلى مَسْجِدٍ إسلامِيٍّ في أيِّ مَكانٍ في العالَم (وقد زُرْتُ العَديدَ مِنها في الشَّرقِ الأوسَط، لا سِيَّما ذاكَ الموجودُ في أورُشليم)، وحاولتِ أن تَدخُلي إلى ذلكَ المكان بملابس غير لائقة، لن يَسمحوا لكِ بذلك. والحقيقة هي أنَّهُم سيُعطونَكِ مَلابسَ لائقة كي تَدخُلي بها. وفي حالاتٍ عديدة، نَجِدُ أنَّ تلكَ البِدَعِ والهَرطقاتِ الدينيَّة تَلتَزِمُ بِمَعاييرَ أعلى مِنَ المَعاييرِ الَّتي تُراعيها الكنيسةُ على مَرِّ السِّنين.

لِذا، يُمكِنُكم أن تَرَوْا الصِّراعَ القائمَ في رَعيَّةِ أفسُس والَّذي أَقلَقَ بولسَ وتيموثاوس إذْ إنَّ الكنيسةَ مَوجودة في وَسْطِ عالَمٍ فاسِد وتُحاولُ أن تَشْهَدَ عنِ التَّقوى لجميعِ مَن هُمْ حَولَها. ولكِنْ إنِ التَقَطَتِ الكنيسةُ عَدوى العَالَم، فإنَّها ستَجلِبُ العَارَ على المسيحِ وتُدَمِّرُ شَهادَتَها. والسَّماحُ للنِّساءِ في الكنيسةِ (اللَّاتي ينبغي أن يَكُنَّ مِثالَ الصَّلاحِ) بأنْ يَظْهَرْنَ في مَظهَرِ المُومِساتِ، أو أنْ يَتَباهَيْنَ ويَتظاهَرْنَ ويُحاوِلْنَ أنْ يلْفِتْنَ الأنظارَ إليهنَّ، أو أنْ يُسْمَحَ لَهُنَّ بأنْ يَأتين بقصدِ إغواءِ الرِّجالِ وجَعلِهِم غيرَ رَاضينَ عن زَوجاتِهم، أوِ الأسوأُ مِن ذلكَ كُلِّه هو أنْ يُغوينَ الرِّجالَ بمُمارسةِ عَلاقاتٍ جنسيَّة هو تَجديفٌ على القَصدِ مِن وُجودِ الكنيسةِ، ولا سِيَّما حينَ تَجتمِعُ لعِبادةِ اللهِ الحَيِّ القُدُّوس.

لِذا فإنَّ النُّقطةَ الجوهريَّةَ مِن هذا كُلِّه هي أنَّ العالَمَ في ذلكَ الوقتِ، والعالَمَ في وقتِنا هذا مُنْهَمِكٌ دائمًا بزينةِ النِّساء. وهُناكَ دائمًا نِساءٌ يُرِدْنَ أن يُظْهِرْنَ ذَواتِهِنَّ. وهُناكَ فَارِقٌ دَقيقٌ جدًّا وخَطٌّ رَفيعٌ جدًّا ينبغي للمرأةِ التَّقيَّةِ أن تَعرِفَهُ إنْ أرادت أنْ تَرتدي ملابسَ لائقة تُظْهِرُ نِعمةَ المرأةِ وجَمالها، وتُظْهِرُ مِن خِلالِها حُبَّها لزوجِها وخُضوعَها لَهُ، وإنْ أرادت في الوقتِ نَفسِهِ أن تَتجنَّبَ أن تَكونَ مَحَطَّ الأنظارِ، وأن تَتَجَنَّبَ إبعادَ تَركيزِ النَّاسِ عنِ اللهِ وَجَعلِهِم يُفِكِّرونَ في أمورٍ مُخزِيَة.

والآن، يجب عليكم أن تَفهموا أيضًا أنَّهُ في ذلكَ الوقتِ تَحديدًا، كانَ هُناكَ فَقْرٌ مُدْقِعٌ بينَ أغلبيَّةِ النَّاسِ. وكانَ بمقدورِ المرأةِ الغنيَّةِ أن تَرتدي أشياءً يَصعُبُ حَقًّا على النِّساءِ الفقيراتِ أن يُنافِسْنَها فيها. وبصراحة، لا يُمكنُني اليوم أن أعرِفَ الفَرقَ بينَ فُستانٍ ثَمَنُهُ 500 دولار وفُستانٍ آخر ثَمَنُهُ 45 دولارًا. ولا بُدَّ أن أقولَ لكُنَّ الحَقيقة، أيَّتُها السيِّدات. ولا أدري كيفَ تَعْرِفْنَ ذلك. فرُبَّما تَعْرِفْنَ ذلك. فنحنُ نَعيشُ في زَمَنٍ مُختَلِف. ونَحنُ نَعيشُ في يومٍ مُختلِف. ولكنِّي أريدُ منكم أن تَعرفوا القليلَ عن ذلكَ الوقت كي تَفهموا القضيَّةَ المَطروحَة هُنا.

ففي ذلكَ الوقت، كانَ النَّاسُ فُقراءَ جدًّا. وعلى سَبيلِ المِثال، كانَ الفُستانُ الغالي الثَّمن الَّذي تَرتديهِ امرأة غَنيَّة جدًّا يُكَلِّفُ في الحقيقة نحو سبعة آلاف دينار. وكانَ الدِّينارُ الواحِدُ هو أُجرة عامِلٍ عاديٍّ في اليوم. وهذا يعني أنَّ أُجرةَ سبعة آلاف يومِ عَمل كانت تُدفَعُ ثَمنًا لواحدٍ مِن تلكَ الفَساتين. وكانتِ المرأةُ تأتي إلى الكنيسة مَزْهُوَّةً وهي تَرتدي واحدًا مِن تلكَ الفساتينِ الغاليةِ الثَّمن فيَنْصَبُّ كُلُّ تَركيزِ العِبادةِ عليها، ويَضيعُ كُلُّ شيء. وكانتِ النِّساءُ الأُخرياتُ يَشعُرْنَ أنَّهُنَّ نِساء مِنَ الدَّرجة الثَّانية. وكانَ الرِّجالُ يَنظرونَ إلى زَوجاتِهم ثُمَّ إلى تلكَ النِّساءِ ويقولون: "لماذا لم أتزوَّج امرأةً غَنيَّة؟" لِذا فإنَّ ذلكَ لم يَكُن يُسْهِمُ في العِبادة.

ثُمَّ إنَّهُ كانت هُناكَ نِساءٌ يأتينِ، بِصراحَة، بقصدِ إغواءِ الرِّجال. لِذا فقد كُنَّ يأتينَ وَهُنَّ يَرتدينَ ملابسَ غيرَ مُحتشِمَة، وملابِسَ تُثيرُ الحَواسَّ، والمشاعرَ، والشَّهوةَ، والرَّغبةَ. وقد كانَ ذلكَ مَقصودًا بهدفِ الإغواءِ والجَذب. لِذا، بوجودِ هذه الأهدافِ الشَّهوانيَّة، كُنَّ يُفْسِدْنَ ويُنَجِّسْنَ رُوحَ العِبادَة.

لِذا فإنَّ بولسَ يَتحدَّثُ عن ذلكَ حَديثًا مُباشرًا جدًّا. وانظروا إلى ما يَقول. فهو يَتحدَّثُ أوَّلاً عن ضَفائِرِ الشَّعر. والآن، إنَّ فِكرةَ جَدْلِ الشَّعْرِ - فالكلمةُ القديمةُ هي "جَدْل"...جَدْل. ونحنُ لا نَعرِفُ يَقينًا أو تَحديدًا ما هو ذلك. ولكنَّها كانت طَريقة في ضَفْرِ الشَّعر. وهل هذا يَعني أنَّكِ تَرتكبينَ خَطِيَّةً عندما تَعمَلينَ ضَفيرةً لابنَتِكِ الصَّغيرة أو عندما تَجْدِلينَ شَعرَكِ؟ لا. فهذا ليسَ القصد هُنا. بل إنَّ القَصْدَ هو أنَّكِ تَرتكبينَ خَطيَّةً عندما تُبالِغينَ في ذلكَ وتَعملينَ تَسريحاتِ شَعرٍ لا تَفعلُ شَيئًا سِوى أنَّها تَجذِبُ الأنظارَ إليكِ. وما كانَ يَحدُثُ هو أنَّ النِّساءَ كُنَّ يأخُذْنَ حَرفيًّا ما لَديهنَّ مِن ذهب، وفِضَّة، ولآلِئ ومُجوهرات وحُلِيّ وأشياءٍ كهذه ويَضَعْنَ كُلَّ تلكَ الثَّروة فوقَ رأسِهِنَّ. فقد كانت هذه هي العَادَة.

فالضَّفيرةُ شَيء، والضَّفيرةُ المَجدولة بسِلسلة ذَهبيَّة أوِ الضَّفيرة المَجدولة بحَبلٍ مِن لُؤلُؤ هي شيءٌ آخر. وقد كانت هذه طريقة للتَّباهي بالغِنَى. وهذا هو ما يَتحدَّثُ عنهُ بولُس: ضَفْرُ الشَّعرِ بطريقة استعراضيَّة تُستخدَمُ فيها المُجوهراتُ على الشَّعر. فقد كانَ الذَّهَبُ، بِكُلِّ تأكيد، غالي الثَّمن دائمًا. وقد كانَ كذلكَ في تلكَ الأيَّام. وفي تلكَ الأيَّام، كانَ ثَمَنُ اللَّآلئِ يَصِلُ إلى ثلاثةِ أضعافِ سِعرِ الذَّهب. لِذا، كانَت هُناكَ نِساءٌ يَضَعْنَ ثَروةً على رُؤوسِهِنَّ. وكانتِ النِّساءُ يَضَعْنُ أيضًا خواتِمَ ذهبيَّة في أصابِعِهِنَّ. وكُنَّ يَضَعْنَ أقراطَ ذَهبٍ في آذانِهِنَّ. وكُنَّ يَرتدينَ أحذيةً غاليةَ الثَّمن. وحَتَّى إنَّهُنَّ كُنَّ يُعَلِّقْنَ الذَّهَبَ في مَلابِسِهِنَّ. وقد كانَ ذلكَ كُلُّهُ في غَيرِ مَكانِه.

وهذا لا يَعني أنَّهُ لا يَجوزُ لكِ أن تَمتلِكي ذَهبًا أو لآلِئ. فقد قَدَّمْتُ خاتَمًا ذَهبيًّا لزوجتي حينَ تَزوَّجتُها واشتريتُ لها بِضْعَ لآلئ. وقد أخبرتُها أنَّهُ بإمكانِها أن تَرتديها. وقد دَفَعْتُ سِتِّينَ دولارًا ثَمَنًا لتلكَ الأشياء. ولكنِّي أُلاحِظُ أنَّها لم تَرتديها في هذا الصَّباح. فهي تَعرِفُ الموضوعَ الَّذي سأعِظُ عنه. ولكِن لا يوجد في الكتابِ المقدَّسِ ما يُشيرُ إلى أنَّ اللهَ يُريدُ أن يكونَ جميعُ النَّاسِ فُقراء. وأنا أتذكَّر جَيِّدًا جدًّا، وأعتقد أنَّكُم تَتذكَّرونَ ذلكَ أيضًا، أتذكَّرُ أنِّي قَرأتُ في نَشيدِ الأنشادِ 1: 9-11 كيفَ أنَّ العَروسَ كانت تَرتدي قَلائِدَ حَوْلَ عُنُقِها. وأنا أتذكَّرُ أنَّ المرأةَ المذكورة في سِفْرِ الأمثال 31: 22 كانت تَرتدي مَلابسَ جميلة جدًّا كي تُكرِمَ زَوجَها وتَظهَرَ بمظهرٍ جَميلٍ أمامَهُ. فلا يوجد خطأ في ذلك. ولكِن عندما يَصيرُ ذلكَ هو مَحَطُّ اهتمامِكِ، وعندما يَصيرُ كُلُّ قَصْدكِ مُرَكَّزًا على جَذْبِ الأنظارِ إليكِ مِن خلالِ ذلك، بالرُّغمِ مِن أنَّكِ تَعلمينَ ما يُؤدِّي إليهِ ذلكَ في بِيئَتِكِ، وما يحدثُهُ ذلكَ في مُجتَمَعِكِ، تكونينَ قد خَالَفْتِ رُوْحَ العِبادَة.

لِذا، يجب أن تأتي النِّساءُ إلى الكنيسةِ لا بهَدَفِ إغواءِ الرِّجالِ وإبعادِهِم عن زوجاتِهم مِن خلالِ إثارةِ شَهوَتِهم أو مَشاعِرِهم الجنسيَّة، ولا أنْ يأتينَ بقصدِ التَّباهي بِغِناهِنَّ، ولا بقصدِ التَّباهي بأيٍّ مِن هذه الطُّرُق. ولكِنَّ النِّساءَ يَفعلنَ ذلكَ. وهُنَّ يَفعلنَ ذلكَ غالبًا لإغواءِ الرِّجال.

بعدَ عِظَةٍ قَدَّمتُها ذاتَ يومٍ، مَشَيْتُ إلى البابِ هُناكَ فقابَلتني امرأة...امرأة تُبالِغُ كثيرًا في لِبسِها، ولا تَرتدي ملابسَ تَليقُ بالكنيسة. وقد مَدَّتْ يَدَها وأعطَتني شَيئًا. أخَذتُهُ وفَتَحْتُهُ فوجدتُ قِطعة مُجوهراتٍ غالية الثَّمن، وسِلسلة ذهبيَّة، ومُلاحظة تَستَميلُني بها. وهذه استِمالَة عَلنيَّة. فلا أدري كيفَ يُمكِنُ أن تكونَ هُناكَ استِمالَة أكثر مِن هذه.

ولكِن توجد أساليبُ إغواء أكثر دَهاءً تُمارَسُ طَوالَ الوقتِ في الكنيسة. وإن لم تُقِرُّوا بذلكَ فإنَّكُم تَضَعونَ رُؤوسَكُم في الرَّمل. انظروا كيفَ يَسْقُطُ رُعاةُ كنائس كثيرون. وانظروا وَحَسْب إلى الانحلالِ الأخلاقيِّ الموجودِ في الكنيسة. والأمرُ ليسَ جَديدًا، يا أحبَّائي. فهو نفسُ الموضوعِ الَّذي يَتحدَّثُ عنهُ بولس هُنا. فَجَعْلُ النَّاسِ يستاؤون مِن زوجاتِهم أو مِن حَالَتِهم الاقتصاديَّة هو، بكُلِّ تأكيدٍ، ليسَ الهدفُ مِن مَجيءِ المرأة إلى اجتماعِ العِبادة. لِذا، يُمكنُنا أن نَقولَ إنَّ السِّتارةَ أُسْدِلَتْ على عَرْضِ الأزياءِ في الكنيسة في هذا المَقطَع.

فارتداءُ النِّساءِ لملابسَ تُثيرُ الشَّهَواتِ الجنسيَّة، أو عَدَمُ خُضوعِهِنَّ لأزواجهُنَّ، أو التَّباهي بثروَتِهِنَّ، أوِ التَّباهي بجمالِهِنَّ، أو جَعْلِ أنفُسِهِنَّ جَذَّاباتٍ لشخصٍ آخر غيرِ زَوجِهِنَّ هو تَدنيسٌ للعِبادة. وكي أُريكُم قِدَمَ هذا الموضوع فإنَّ يُوحَنَّا فَمَ الذَّهَب (وَهُوَ واحِدٌ مِن آباءِ الكنيسةِ الأولى) كَتَبَ ما يَلي: "ما هي إذًا المَلابسُ المُحتشِمَة؟" تَعليقًا على هذا المَقطَع. "إنَّها مَلابِس تُغَطِّي أجسادَهُنَّ تمامًا وبطريقة لائقة، مِن دونِ زينةٍ مُبالغ فيها لأنَّ هُناكَ ما يَليق وما لا يَليق. ماذا؟ هل تُصَلِّينَ إلى اللهِ وأنتِ مَضفورَة الشَّعرِ وتَرتدينَ مُجوهراتٍ مِن ذَهَب؟ وهل أنتِ ذاهبة إلى حَفْلَةٍ راقِصَة؟ أو إلى حَفْلِ زِفاف؟ أو إلى مَهرجان؟ فهُناكَ، قد تكونُ تلكَ الأشياءُ الغالية مَقبولة. أمَّا هُنا فلا شَيءَ مِنها مَرغوبٌ فيه. فأنتِ تأتينَ كي تُصَلِّي، وكي تَطلُبي الغُفرانَ على خَطاياكِ، وكي تَعترفي بإساءاتِكِ، وكي تَتَضرَّعِي إلى الرَّبِّ عَسى أنْ يَصْفَحَ عَنْكِ. لِذا، كُفِّي عن هذا الرِّياء" [نهايةُ الاقتباس].

إذًا، يجبُ على المرأةِ المسيحيَّة أن تَجذِبَ الأنظارَ إلى شَخصيَّتِها، لا إلى مَلابِسِها. ويجب على المرأةِ المسيحيَّة أن تُظهِرَ مِن خلالِ مَلابِسِها وسُلوكِها مَحبَّتَها وتَكريسَها لزوجِها. ويجب أن تُظهِرَ مِن خلالِ مَلابِسِها ورَغبَتِها أنَّها لا تَعْتَزِمُ التَّباهي بثروتها، بل أنَّها تُظْهِرُ مِن خلالِ شَكلِها وسُلوكِها المُتَجَلِّي في تَواضِعِها القَلبيِّ أنَّها مُكَرَّسة تَكريسًا واضحًا لعبادةِ اللهِ الحَيِّ.

وهناكَ نِساءٌ عازِباتٌ يَقُلْنَ: "مَهلاً مِن فَضلِك. أنا لستُ مُتزوِّجة. ويجب عليَّ أن أَجتَذِبَ رَجُلاً مَا بأسرعِ وقت". أنا أتَفَهَّمُ ذلك. ولكِنَّ خِدمةَ العبادةِ ليستِ المكانَ المُناسبَ للقيامِ بذلك. فهذه ليست وَظيفة خِدمة العِبادة. كذلك، يجب أن تُفَكِّري في أنَّ الشَّخصَ الَّذي تَرغَبينَ في جَذْبِهِ إليكِ قد يَنجَذِبُ أكثرَ شَيءٍ إلى تَقواكِ. فهذا هو ما أرجوه. فأنتِ لا تُريدينَ أن تَعْلَقي معَ شخصٍ يَنجَذِبُ إلى كُلِّ شيءٍ إلَّا هذا الجانِب. وبالمُناسبة، أريدُ أن أقولَ شيئًا قبلَ انتهاءِ هذه السِّلسِلَة عنِ الشَّبابِ الَّذينَ ينبغي أن يَنجذبوا إلى النِّساءِ التَّقيَّاتِ ولكِنَّهُم لا يُظهِرونَ أنَّهُم يَنجذبونَ إلى ذلك. فقد حانَ الوقتُ لزواجِ كثيرينَ منكم. ولكنَّنا سنتحدَّثُ عن ذلكَ لاحقًا. فبعضٌ مِن هؤلاءِ الفتياتِ التَّقيَّاتِ أَظْهَرْنَ تَقوىً واضِحَة. ويجب عليكم أيُّها الشَّبابُ أن تَتجاوبوا. والآن، لِنَعُد إلى موضوعِنا.

وما أعنيه هو أنَّنا جميعًا نَعرِفُ صَموئيل الأوَّل 16. أليسَ كذلك؟ فنحنُ نَقرأُ في سِفْرِ صَموئيل 16: 7: "لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ [إلى ماذا؟] إِلَى الْقَلْبِ". وهذا هو ما يَقولُهُ هُنا. وإنْ كُنتِ تَتساءَلينَ: "كيفَ أَعلمُ أنَّ مَلابسي لائقة؟ وكيفَ أَعلَمُ أنَّ ملابسي مُحتَشِمة؟" افحَصي قَلبَكِ وَحَسْب. ولا أعتقد أنَّنا بحاجة إلى الدُّخولِ في التَّفاصيل. ولا أعتقد أنَّنا سَنَفحَصُ مَلابِسَ كُلِّ امرأة. فأنا لن أقِفَ في البابِ وأقول: "أنتِ يُمكِنُكِ الدُّخول. أنتِ لا يُمكِنُكِ الدُّخول. أنتِ يُمكِنُكِ الدُّخول. أنتِ لا يُمكِنُكِ الدُّخول". وأنا أعرِفُ راعي كَنيسة أسود في لوس أنجليس قالَ لي إنَّ امرأةً جاءت إلى بابِ كنيسَتِهِ ذاتَ يومٍ فقالَ لها...هذه هي الطَّريقةُ الَّتي خاطَبَها بها: "يا عَزيزتي، لا يُمكِنُكَ أن تَدخُلي إلى هُنا". فقالت لَهُ: "لماذا؟" قال: "أنتِ لا تَرتدينَ ملابسَ لائقة. اذهَبي إلى البيت وارتَدي ملابسَ لائقة". وقد قالَ لي: "لقد عادت بعدَ نِصفِ ساعة. وقد كُنتُ جالسًا في المُقدِّمة. وعندما دَخَلَت مِنَ الباب، وَقفتُ وقُلتُ لها: "يا عَزيزتي، أنتِ تَبدينَ رائعة. يُمكِنُكِ أن تَدخُلي". وقد قال: "هذه هي الطَّريقةُ الَّتي نَتعامَلُ بها معَ تلكَ المُشكلة".

ولكِنَّنا لن نُوَظِّفَ شخصًا لِتَفَقُّدِ مَلابِسِكنَّ عندَ الباب. فلا أعتقدُ حَقًّا أنَّ هُناكَ حاجة إلى ذلك. بل إنِّي أعتقدُ أنَّ هذا الأمرَ هو بَينَكِ وبينَ الرُّوحِ القُدُس. وكُلُّ ما يَنبغي أن تَفعليه هو أن تَفحَصِي دافِعَكِ. فكيفَ هُوَ رُوحُكِ؟ وما هي نِيَّتُكِ؟ ولماذا تَلبَسينَ هذه المَلابِس؟ وما هو هَدَفُكِ؟ وما هي غايَتُكِ؟ وهل ستَبذُلينَ كُلَّ جُهدٍ مُمكِن لِجَذْبِ انتباهِ الآخرينَ إلى اللهِ، أَم أنَّكِ ستُحاولينَ أن تَجذبي انتباهَهُم إليكِ؟

في إنجيل مَتَّى والأصحاحِ السَّادس، قالَ يَسوع: "لماذا تَهتمُّونَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُون؟" أليسَ كذلك؟ لماذا تَفتَكِرونَ في ذلك؟ "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ". فاللهُ سَيُدَبِّرُ ذلك.

انظروا إلى رسالة بُطرس الأولى والأصحاحِ الثَّالث إذْ نَجِدُ نَصًّا مُشابِهًا مُهمًّا جدًّا. رسالة بُطرس الأولى والأصحاح الثَّالث. فهو يتحدَّثُ عنِ الأزواجِ والزَّوجاتِ وعلاقَتِهم بَعضُهم ببعض. وفي أثناءِ حَديثِهِ عن ذلك فإنَّهُ يأتي إلى العددِ الثَّالث ويتحدَّثُ عن زينةِ المرأة. وَهُوَ يَقولُ إنَّ زينةَ المَرأة...وهو لا يَتحدَّثُ هُنا تَحديدًا عنِ الكنيسة، بل يبدو أنَّهُ يَتحدَّثُ عن نِطاقٍ أوسَع مِن ذلك إذْ إنَّهُ يتحدَّثُ عن كيفَ تَربَحُ الزَّوجةُ المؤمنَةُ زَوجَها غير المؤمِن: وَهُوَ يَقول: "وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ...". وَهُوَ يُشيرُ إلى نَفسِ تلكَ العادَةِ الَّتي تَتَلَخَّصُ في صَرْفِ وقتٍ كَثيرٍ، ومالٍ كثيرٍ، وَجُهدٍ كثيرٍ في ضَفْرِ شَعرِكِ. لا تَفعلي ذلك. "...وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ". فهو يَقولُ: عندما تُفَكِّرْنَ، أيَّتُها النِّساءُ، في زينَتِكنَّ، لا تُفَكِّرنَ في شَعرِكنَّ، ولا تُفَكِّرنَ في مَلابِسِكِنَّ، ولا تُفَكِّرنَ في مُجوهراتِكِنَّ، بل فَكِّرْنَ في ماذا؟ في قَلبِكِنَّ. في قَلبِكِنَّ.

والآن، أريدُ مِنكُنَّ أن تَعْلَمْنَ أنَّ هذا لا يَعني أنَّهُ لا يَجوزُ لَكُنَّ أنْ تَرتدينَ اللَّآلئَ، ولا أنَّهُ لا يَجوزُ لَكُنَّ أنْ تَرتدينَ الذَّهب. وسوفَ أقولُ لَكُم لماذا لا يُمكِنُ أن يكونَ هذا هو التَّفسيرُ الصَّحيح. انظروا إلى العددِ الثَّالِثِ مَرَّةً أخرى: "وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ". فلو أنَّهُ يَعني بذلكَ أنَّهُ لا يَجوزُ لكِ أن تَضفِري شَعرَكِ، وأنَّهُ لا يَجوزُ لَكِ أن تَرتدي حِلْيَة ذهبيَّة، لا بُدَّ أنَّهُ يَعني أيضًا أنَّهُ لا يَجوزُ لَكِ أن تَرتدي مَلابسَ. ونحنُ نَعلمُ أنَّهُ لا يَعني ذلك. بل إنَّ ما يَعنيه هو: لا تَنشَغِلي كُلَّ الانشغالِ بزينَتِكِ، بل ارتدي ملابِسَكِ، وضَعي أيَّ حِلية تُريدينَ أن تَرتديها بحِكمة وتواضُع واتِّضاع. وصَفِّفي شَعرَكِ بطريقة لا تُلهي الآخرين.

وبالمُناسَبة، قد يكونُ النَّقيضُ الآخرُ سَيِّئًا كالنَّقيضِ الأوَّل. فالمجيءُ إلى الكنيسةِ بِدونِ استعدادٍ سيَجذِبُ الأنظارَ إليكِ أيضًا. وهذا مُدهِش. فالعالَمُ يَتَّجِهُ الآنَ إلى ما أعتقدُ أنَّهُ المُوضَة المُعادِيَة للجَمال. هل تَشعرونَ أنَّ هذا يَحدُث؟ فأنا أقولُ لكم إنِّي لم أُشاهِد طَوالَ حياتي تَسريحاتِ شَعْرٍ قَبيحة وملابسَ قَبيحة كالَّتي أُشاهِدُها الآن. فكأنَّ النِّساءَ صَدَّقْنَ كِذبةَ أنَّ الأُنوثةَ سَيِّئة، وَيُرِدْنَ أن يَظْهَرْنَ بأقبَحِ صُورةٍ مُمكِنَة. وهذا مُدهِش...مُدهِش.

والنُّقطةُ الَّتي أُحاولُ أن أُبَيِّنَها هي أنَّ زِينةَ المرأةِ تَكمُنُ في زِينةِ قَلبِها، وجَمالِ قَلبِها، وجَمالِ شَخصيَّتِها. أَروني امرأةً شخصيَّتُها جَميلة أُريكُم امرأةً تَمتلِكُ رُوحًا وديعًا هادئًا. وأَروني امرأةً تَملِكُ قَلبًا غيرَ فَاسِدٍ أُريكُم امرأةً تأتي لِتَعبُدَ اللهَ، وأُريكُم امرأةً لا حاجةَ إلى القَلَقِ مِن مَلابِسِها لأنَّ القَلبَ يَتَكَفَّلُ بتلكَ المسألة.

لِذا فإنَّ بولسَ يَدعو النِّساءَ المسيحيَّاتِ (كما يَفعلُ بُطرس) إلى التَّزَيُّنِ بطريقةٍ تُكْرِمُ اللهَ، ولا سِيَّما في وقتِ العِبادة. وعندما تَتَزَوَّجينَ، يُمكِنُكَ أن تَتَزَيَّني كعَروس. وعندما تَذهبينَ إلى مُناسبةٍ رَسميَّة جدًّا، يُمكنُكِ أن تَرتدي مَلابسَ تَليقُ بذلك. وقد يكونُ هُناكَ وقتٌ مُناسِبٌ لكُلِّ شيء. ولكِنَّ العِبادةَ في الكنيسةِ هي وقتُ اتِّضاع. وهو وقتٌ تَواضُع. وهو وقتُ رُوْحٍ مُنْكَسِرٍ ومُنسَحِق. وهو وقتٌ تَعتَرِفينَ فيهِ بخطاياكِ.

وهذا يَقودُنا إلى النُّقطةِ الثَّانية. فالنُّقطةُ الأولى هي المَظهَر. وَلْنَعُد إلى العددِ التَّاسِعِ مَرَّةً أخرى. والنُّقطةُ الثَّانيةُ هي مَوقِفُهُنَّ. وهذه نُقطة مُوجَزَة وَحَسْب. فهي تَتَلَخَّصُ في كلمة واحدة: "مَوقِفُهُنَّ"؛ أيْ مَوقِفُهُنَّ مِنَ الاستعدادِ للعِبادة. فيجب أن يكونَ موقفُ النِّساءِ التَّقيَّاتِ هو: الوَرَعُ. ثُمَّ إنَّ التَّرجمة المُعتَمَدة تَقول: وَصَحْوٍ". وهذه ليست تَرجمةً مُوَفَّقَةً لأنَّها تُشيرُ إلى عَدَمِ السُّكْر. ولكِنْ هذا ليسَ المَعنى المَقصود، بل إنَّها تَعني: "ضَبْط النَّفس". فَمِن جِهَة، هُناكَ وَرَع. ومِن جِهة أخرى، هناكَ ضَبْطٌ للنَّفس.

فزينةُ المَرأةِ تَبتدئُ بقلبِها. أيَّتُها النِّساءُ، إنَّ الأمرَ كُلَّهُ يَبتدئُ بالقلب. والكَلِمَة "وَرَع" تُستخدَمُ هُنا فقط. فالكلمة "آيدوس" (aidos) تَعني حِشْمَة مَمْزوجة بالتَّواضُع. وهي كلمة مُدهشة. وهي تَنطوي على الشُّعورِ بالحَياء. أجل. فهي تُشيرُ إلى الشُّعورِ بالحَياء. فالفِكرةُ الأصليَّة هي الشُّعورُ بالحَياء.

وما الَّذي تَعنيهِ بذلك؟ أنْ أَسْتَحي مِن أنِّي امرأة؟ لا. أنْ أستَحي مِن مَلابسي؟ لا. أنْ أستَحي مِن زوجي؟ لا. أن أستَحي مِن شَعري؟ لا. بل أنْ أسْتَحي مِنْ أن أَدفَعَ بأيِّ طريقةٍ أيَّ شخصٍ آخر إلى التَّفكيرِ في فِكرةِ شِرِّيرة، أو في فِكرةٍ شَهوانيَّة، أو في فِكرةٍ تُثيرُ لديهِ رَغبةً جِنسيَّةً، أو أن أكونَ سَبَبًا في إلهاءِ أيِّ شخصٍ عن عبادةِ اللهِ بلِياقَة. فهو هذا النَّوعُ مِنَ الحَياء.

والمرأةُ الَّتي تَشعُرُ بهذا النَّوعِ مِنَ الحَياءِ تَرتدي مَلابسَ لا تُثيرُ شَهوةَ الرِّجالِ، ولا تَجْعَلهم مَصْدَرَ تَجرِبَة. والكلمة تَحمِلُ في طَيَّاتِها فِكرةَ الرَّفضِ الأخلاقيِّ لأيِّ شيءٍ يُهينُ مَجْدَ اللهِ، ورَفْضَ فِكرةِ الابتعادِ عن حُدودِ حِشْمَةِ المَرأة. وهُناكَ شَخصٌ مُتَخَصِّصٌ في عِلْمِ مَعاني الكلماتِ ومُتَرجِمٌ للُّغةِ اليونانيَّةِ يَقولُ إنَّ هذه الكلمةَ تُشيرُ إلى شُعورٍ قَويٍّ جدًّا كالحُزنِ على الخَطِيَّة؛ أيْ أنْ تَحزَنَ المرأةُ حُزنًا شديدًا وأن تَكونَ مُرهَفَةَ الحِسِّ للخطيَّة، وأن تَكرَهَ الخطيَّةَ الَّتي تُهينُ مَجدَ اللهِ إلى حَدٍّ يَجعَلُها تَنأى بِنَفسِها عنِ القيامِ بأيِّ شيءٍ يُثيرُ في نَفسِ شخصٍ آخر أيَّ مَوقِفٍ خاطئ.

وهذه الكلمة الإنجليزيَّة القديمة تُتَرجَمُ في تَرجمةِ الملك جيمس بالكلمة "حَياء". حَياء. ويجب أن يكونَ هذا هو مَوقِفُ كُلِّ امرأة مَسيحيَّة. فلا يَجوزُ أن تَرغبَ في تَخَطِّي ما هو جَليل، أو تَخَطِّي ما هُوَ طاهِر، وما هُوَ وَرِع، وما هُوَ لائِق أمامَ اللهِ. ولا يَجوزُ أن تَرغَبَ في اجتذابِ الرِّجال، ولا أن تَرغَبَ في إثارةِ المَشاعِر الجنسيَّة، بل يجب عليها أن تَشعُرَ بِحَياءٍ يُلائِمُ وَرَعَها الحقيقيَّ وأمانَتَها لزوجِها. وكما قُلتُ مِن قَبْل، بالنِّسبةِ إلى الفتاةِ العَزباء، يجب أن يكونَ نَفسُ الوَرَعِ ونَفسُ جَمالِ الشخصيَّةِ التَّقيَّة أكثرَ شَيءٍ جَذَّابٍ فيكِ بالمَعنى الصَّحيح. وعندما تَجتمعُ النِّساءُ معًا في شَرِكَةِ القِدِّيسينَ المَفدِيِّينَ لعبادةِ اللهِ، فإنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ لتلكَ الغاية. وكُلُّ شَيءٍ يَفعلنَهُ، وكُلُّ شيءٍ يَفعلُهُ الرِّجالُ أيضًا ينبغي أن يَجذِبَ قُلوبَنا إلى اللهِ.

والكلمةُ الثَّانيةُ هي "التَّعَقُّل". ويُمكِننا أن نُتَرجِمَ هذه الكلمة بطُرُق عديدة. فهناكَ مَن يُتَرجِمُها: "قُدرة على التَّمييز"، ولكنَّها تَرجمة رَكيكَة جدًّا. فهي تَرجمة لا صِلَةَ لها بِغِنى هذه الكلمة. فهي تُشيرُ حَقًّا إلى ضَبْطِ النَّفس. والحقيقةُ هي أنَّها تُشيرُ إلى ضَبْطِ النَّفسِ عن أهواءِ الجِنسِ في الأدبِ غيرِ الكِتابِيِّ. وهي تَحمِلُ فِكرةَ الضَّبْطِ التَّامِّ لشَهوَتِكَ أو رَغبَتِكَ...الضَّبطِ التَّامِّ لِشَهَواتِك. وقد قالَ أفلاطون إنَّها واحدة مِنَ الفضائلِ الأربعِ الرئيسيَّة. وعندما تُشيرُ إلى النِّساءِ فإنَّها تَختصُّ بالضَّبطِ التَّامِّ للرَّغَباتِ الجنسيَّة.

وهي تُشيرُ إلى الضَّبطِ المُعتادِ للنَّفسِ وإلى السَّيطرةِ الدَّائمةِ على عَواطِفك. فيجب أن تكونَ النِّساءُ هكذا، أيْ أنْ يَضْبُطْنَ تَمامًا هذا الأمرَ، وأنْ يأتينَ إلى هُنا بهدفِ عِبادةِ اللهِ، وأنْ يُكَرِّسْنَ ذَواتِهِنَّ حَصريًّا لمَخافةِ اللهِ، والحَياءِ خَشيةَ أن يَكُنَّ مَصدَرَ تَجربةٍ لأيِّ شخص.

والغايةُ مِن هذا كُلِّه واضحة. فالكنيسةُ قد تكونُ مَكانًا تَتِمُّ فيهِ العِبادة. أو قد تكونُ الكنيسةُ مَكانًا مُخَصَّصًا مِن كُلِّ القلبِ يَستعرِضُ فيهِ النَّاسُ أنفُسَهُم. وكما تَرَوْنَ، هذا هو ما يُضايِقُني جدًّا أن أراهُ غالبًا على شاشاتِ التِّلفزيونِ حينَ يَقولُ النَّاسُ إنَّهُم يُمَثِّلونَ المسيحيَّة، وحينَ يَدَّعونَ أنَّهُم عامِلونَ وخُدَّامٌ للرَّبِّ ولكنَّهُم يُظهِرونَ انشغالَهُمُ التَّامَّ بمَظهرِهم. فهذا يَنْقُضُ كُلَّ شيءٍ يَدَّعونَهُ. ومِنَ المؤكَّدِ أنَّهُ لا يَجوزُ لذلكَ أن يُمَثِّلَ الكنيسة.

ولكنَّ بعضَ النِّساءِ اللَّاتي يُرَكِّزْنَ على ذواتِهِنَّ يَلجأنَ إلى استغلالِ اجتماعِ الكنيسةِ لجذبِ الأنظارِ إلى ذَواتِهِنَّ، ويَتَباهَيْنَ بِجمالِهِنَّ، ويَتَباهَيْنَ بِغِناهِنَّ وجاذبيتهِنَّ أمامَ الرِّجالِ لأنَّهُنَّ يَفْتَقِرْنَ إلى التَّواضُعِ، ويَفتقرنَ إلى الوَداعةِ، ويَفتقرنَ إلى الاحتِشامِ وضبطِ رَغباتِهِنَّ. وهذا يَجلِبُ مأساةً كبيرةً على الكنيسة.

وأنا أعتقدُ أنَّ هذا جَلَبَ مأساةً كبيرةً على تلكَ الكنيسة. وسوفَ أُريكُم أين. انظروا إلى الأصحاحِ الثَّالث. فَهُنا، عندما يَذكُرُ مُؤهِّلاتِ قائدِ الكنيسة، سَواءٌ أكانَ رَاعيًا أو أُسقُفًا أو شَيخًا، فإنَّهُ يَقولُ إنَّ هذا الرَّجُلَ الَّذي هُوَ نَاظِرٌ للكنيسة أو راعيًا لها ينبغي أن يكونَ بِلا لَوْمٍ (في العددِ الثَّاني). ثُمَّ إنَّ النَّصَّ اليونانيَّ يَقول: "بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ". وهذا لا صِلَةَ لَهُ بالطَّلاق، ولا صِلَةَ لَهُ بِتَعَدُّدِ الزَّوجاتِ أيضًا. بل إنَّ المَقصودَ هُوَ ما يَلي: يجب على هذا الرَّجُلِ الَّذي يَقودُ كنيسةَ يسوعَ المسيحِ أن يكونَ بَعْلَ امرأةٍ واحدةٍ بِمَعنى أنْ يكونَ في زَواجِهِ، وفي ذِهنِهِ، وفي قَلبِهِ، مُكَرَّسًا لامرأةٍ واحدة. وأعتقدُ أنَّ هذه كانت واحدة مِنَ المشاكلِ الكبيرة في تلكَ الكنيسة. وهذا هو السَّببُ في أنَّهُ بعدَ ذلكَ مُباشَرةً في هذا المَقطَع، نَقرأُ أنَّهُ كانَ هناكَ رِجالٌ مِنْ قادةِ تلكَ الكنيسة لديهم لاهوتٌ سَيِّئ، وحياة غير تَقيَّة. ومِنَ الأمثلةِ على ذلكَ الرُّعاة الَّذينَ لم يكونوا أوفياءَ لزوجاتِهم. لِذا فقد كانت هذه القضيَّة أُولى القضايا المطروحة. فبعدَ أن يَقولَ "بلا لَوْم"، وهي فِكرة تَستَنِدُ إليها كُلُّ العَناصِرِ الأخرى، فإنَّ أوَّلَ مُؤهِّلٍ يُذكَر هو: "بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ" لأنَّ الشَّيطانَ يُحِبُّ أن يَجلِبَ نِساء مَغرياتٍ إلى الكنيسةِ كي يَهْدِمَ القيادَة. وهو يَفعلُ ذلكَ طَوالَ الوقت. وهذا لا يَعني أنَّ اللَّومَ يَقَعُ على النِّساءِ وَحدِهِنَّ. فهذا غير صحيح. هذا غير صحيح. ولكنَّ مَنْ يَفعلنَ ذلكَ مُخطئات.

انظروا إلى العدد 12. فهذا الأمرُ لم يؤثِّر فقط في الأشخاصِ الَّذينَ كانوا شُيوخًا في الكنيسة، بل حَتَّى في الشَّمامِسَة أيضًا. لِذا، عندما يَذكُرُ هذه الفِكرة بخصوصِ مُؤهِّلاتِ الشَّمامسةِ، نَجِدُ الفِكرةَ نَفسَها: "لِيَكُنِ الشَّمَامِسَةُ كُلٌّ بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ". ونَقرأُ في الأصحاحِ الخامسِ والعدد 14: "فَأُرِيدُ أَنَّ الْحَدَثَاتِ يَتَزَوَّجْنَ". فهل تَعلمونَ أحدَ الأخطارِ الَّتي تُهَدِّدُ الكنيسة؟ يا أحبَّائي، أنا أُوْمِنُ بهذا بِكُلِّ قلبي: أنَّ العَدَدَ الهائلَ للنِّساءِ العازِباتِ لدينا في المُجتمعِ اليومَ يُشَكِّلُ خَطَرًا هائلاً جدًّا على الكنيسة لأنَّ لدينا عَدَدًا كبيرًا جدًّا مِنَ الفتياتِ غيرِ المُتَزَوِّجاتِ اللَّاتي يَرغبنَ بشدَّة في الزَّواجِ ويَأتينَ إلى الكنيسةِ ويَتَسَبَّبْنَ في مَشاكِل كبيرة جدًّا. لِذا نَقرأُ أنَّهُ يجب عليهِنَّ أنْ يَتزوّجْنَ. لهذا أقولُ لبعضٍ مِنكُم أيُّها الشَّبابُ: "مِنَ الصَّعبِ عليهنَّ أن يَفعلنَ ذلكَ إن لم تَطلُبوا الزَّواجِ مِنهُنَّ". وَهُوَ يَقولُ في العدد 15: "فَإِنَّ بَعْضَهُنَّ قَدِ انْحَرَفْنَ وَرَاءَ الشَّيْطَانِ". فبعضُ النِّساءِ تَطَرَّفْنَ إلى ذلكَ الحَدِّ.

وفي الرِّسالةِ إلى تِيطُس والأصحاحِ الثَّاني، عندما يكتُبُ بولسُ إلى تِيطُس كَلامًا مُشابهًا فإنَّهُ يَقولُ إنَّهُ يجب على النِّساءِ المُسِنَّاتِ أوِ النِّساءِ الأكبَر سِنًّا (في الأصحاحِ الثَّاني والعددِ الرَّابعِ) أنْ "يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ". ومِنَ الواضحِ أنَّ نَفسَ المُشكلةِ كانت تَحدُثُ في كريت. فقد كانت توجدُ نِساءٌ غيرُ أميناتٍ لأزواجِهِنَّ، وغيرُ أميناتٍ لأولادِهِنَّ، ولا يُلازِمْنَ بُيوتَهُنَّ، ولا يَفعلنَ ما يَنبغي لَهُنَّ أنْ يَفعلنَ، وغيرُ عَفيفاتٍ، وغيرُ مُتَعَقِّلاتٍ. والمرأةُ الَّتي تأتي إلى الكنيسةِ وتُحاولُ أن تُثيرَ المَتاعِبَ بأنْ تَعْرِضَ مَفاتِنَها تُخالِفُ كلمةَ اللهِ.

انظروا إلى رسالة كورِنثوس الأولى إذْ أُريدُ أن أُريكم مَثَلاً واضحًا جدًّا على هذهِ المشكلةِ تَحديدًا. رسالة كورِنثوس الأولى والأصحاح الخامِس. ولن أُطيلَ عليكم. ثُمَّ سننظُرُ إلى نَصٍّ آخر. رسالة كورِنثوس الأولى والأصحاح الخامس: "يُسْمَعُ مُطْلَقًا...". فقد كانت مُشكلةً تُطْرَحُ كَثيرًا. وكانت مُشكلة مَعروفة، ومُشكلة شائعة. فهي ليست مَشكلةً ذَكَرها مَصْدرٌ أو اثنان، بل إنَّها مُشكلة يَعرِفُها الجميع. فكُلُّ شخصٍ في الكنيسةِ في كورِنثوس كانَ يَعلمُ أنَّ هُناكَ "بورنيا" (porneia) ومَعناها: "زِنَى" أو "أشياء إباحيَّة" أو "خَطيَّة جِنسيَّة". "وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ". إنَّهُ سِفاحُ القُرْبَى. فهو شَكلٌ مِن أشكالِ سِفاحِ القُربَى: أنْ يَكونَ للابنِ علاقة جنسيَّة بزوجةِ أبيهِ (على الأرجَح). فَمِنَ المُرَجَّحِ أنَّهُ لا يَتَحَدَّثُ هُنا عن أُمِّه؛ وإلَّا لكانَ قالَ ذلك. ولكِنَّ العِبارةَ "زَوجَة أبيه" هي طريقة للتَّعبيرِ عن حقيقةِ أنَّ هذه المرأة هي زوجةُ أبيه، ولكنَّها ليست أُمَّ الابن. فقد تَزَوَّجَ مِنها لاحقًا، ولكنَّ تِلكَ العَلاقة، بالرَّغمِ مِن ذلكَ، هي سِفاحُ قُرْبَى (أيْ أنْ يَتزوَّجَ الابنُ زَوجَةَ أبيه). والعددُ الثَّاني يُظْهِرُ فَداحَةَ تلكَ الخطيَّة. فعِوَضًا عن أن تَنوحوا على ما حَدث، فإنَّكُم فَخورونَ بذلك. وأنتُم مُنْتَفِخون. وهذا أمرٌ لا يُمكِنُ تَخَيُّلُهُ ولا يُعْقَل أن يَحدُث في الكنيسة. فقد كانوا يَتَغاضونَ عن خَطيَّة جِنسيَّة وهي سِفاح القُربَى. ولم يَقتَصِرِ الأمرُ على أنَّهُم تَغاضَوْا عنها، بل إنَّهُم كانوا يَفتخرونَ بذلك. لِذا فقد كانوا يَتحدَّثونَ عنها، وصاروا مَشهورينَ بها. وقد كانَ الأمرُ مَعروفًا لدى الجميع.

والآن، كيفَ كانُوا يُبَرِّرونَ ذلك؟ نَقرأُ في الأصحاحِ السَّادسِ والعدد 13 أنَّهُم بَرَّروا ذلكَ بهذا المَثَلِ اليونانيِّ القديم وَهُوَ: "الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ"..."الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ". وما مَعنى ذلك؟ أنَّهُ أمرٌ بيولوجيٌّ. أنَّ الجِنسَ شَيءٌ بَيولوجيٌّ. فهو بيولوجيٌّ وَحَسْب. فما الفَرق. فقد كانوا يَقولونَ: "نَحنُ رِجال. وَهُنَّ نِساء. وقد خُلِقَ كُلٌّ مِنَّا لأجلِ الآخر. والجِنسُ عَمَلٌ بيولوجيٌّ وَحَسْب. لا تَقلَق بهذا الخُصوص".

وَهُوَ يَقول: "وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا". وَهُوَ يَمضي قائلاً إنَّهُم بذلكَ يَصنعونَ اتِّحادًا بينَ المسيحِ وزانِية. وهل نَسَوْا أنَّ جَسَدَهُم هو هَيكلٌ للرُّوحِ القُدُس؟ والعدد 18 يَقول: "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا". وَهَلُمَّ جَرَّا.

إذًا، فقد وَقَعتِ الكنيسةُ في كورِنثوس في شَرٍّ جِنسيٍّ. ولا يوجد شَكٌّ في ذِهني أنَّ نَفسَ الأمرِ المُغوي الَّذي كانَ يَحدُثُ في تلكَ الكنيسةِ كانَ يَحدُثُ أيضًا في كنيسةِ أفسُس عندما كَتَبَ بولسُ رسالَتَهُ الأولى إلى تيموثاوس. وقد جَلَبَ ذلكَ الأمرُ مأساةً على الكنيسة. وهذا الأمرُ يَكتَسِحُ الكنيسةَ اليوم. يَكْتَسِحُها. ويجب على نِساءٍ كثيراتٍ أن يَفهَمْنَ ما هو مَبدأُ اللهِ. أجل، هُناكَ مَكانٌ يُمكِنُ للمرأةِ فيهِ أن تَظهَرَ بهيئةٍ جَميلة ورائعة وبَهِيَّة، وأنْ تَسمحَ لجمالِ الجِنسِ الأُنثويِّ الَّذي حَباهَا اللهُ بِهِ أنْ يُقابَلَ بِكُلِّ التَّقدير. وأجل، لا يوجد مَكانَ لِعَدَمِ المُبالاةِ في المَظهَرِ عندَ الاستعدادِ للمجيءِ إلى اجتماعِ العِبادة. ولكِنْ يوجدُ حَدٌّ مَقبول. وهذا التَّوازُنُ الرَّائعُ مَوجودٌ لدى الأشخاصِ الَّذينَ يَمتلكونَ قُلوبًا نَقِيَّة.

وأودُّ أن أَختِمَ كَلامي بأن أقرأَ لكم مَقطعًا مِن سِفْرِ إشَعياء والأصحاحِ الثَّالث. لِذا، افتَحوا كِتابَكُم المُقدَّس على العهدِ القديمِ، وتحديدًا على الأصحاحِ الثَّالثِ والعدد 16. وقد كانَ عُزِّيَّا ما يَزالُ يَتربَّعُ على العَرش. وفي عَهدِ المَلِكِ عُزِّيَّا الَّذي حَكَمَ اثنتينِ وخَمسينَ سنة، كانَ هُناكَ ازدهارٌ عَظيمٌ في الشَّعب. فقد سَالَمَهُم أعداؤُهم. وقد كانُوا يَتمتَّعونَ بموقفٍ قَويٍّ في الحَربِ البارِدَة. وقد ازدَهروا اقتصاديًّا. وحَتَّى إنَّ دِيانَتُهم ازدَهَرَتْ ظَاهِريًّا. وكانَ هُناكَ غِنى. وبسببِ ذلكَ الغِنى، غَرِقَتِ النِّساءُ في المادِّيَّة.

وفي سِفْرِ إشَعياء 3: 16-24، أَعلنَ اللهُ الدَّينونَةَ عليهم. وأريدُ أن نَرى السَّببَ ابتداءً مِنَ العدد 16: "وَقَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ [أيْ: يَفْتَخِرْنَ]، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ [أيْ أنَّهُنَّ يُغوينَ الرِّجالَ]، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ [أيْ يَمْشينَ بطريقةٍ تُوحي بإيحاءاتِ جِنسيَّة إذْ يَمشينَ بخُطُواتٍ قصيرةٍ وخُطواتٍ قَصيرةٍ تَجذِبُ الأنظارَ إليهِنَّ]، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ [لأنَّهُنَّ كُنَّ يَضَعْنَ أجراسًا في أرجُلِهِنَّ]...". فَهُوَ يَتَحَدَّثُ عن أولئكِ النِّساء. فقد كُنَّ يَسْتَعْرِضْنَ ذَواتِهِنَّ كي يُغوينَ الرِّجال.

"يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ". وهذا رَمْزٌ لدَينونةِ اللهِ. "يَنْزِعُ السَّيِّدُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ زِينَةَ الْخَلاَخِيلِ وَالضَّفَائِرِ وَالأَهِلَّةِ، وَالْحَلَقِ وَالأَسَاوِرِ وَالْبَرَاقِعِ وَالْعَصَائِبِ وَالسَّلاَسِلِ وَالْمَنَاطِقِ وَحَنَاجِرِ الشَّمَّامَاتِ وَالأَحْرَازِ، وَالْخَوَاتِمِ وَخَزَائِمِ الأَنْفِ، وَالثِّيَابِ الْمُزَخْرَفَةِ وَالْعُطْفِ وَالأَرْدِيَةِ وَالأَكْيَاسِ، وَالْمَرَائِي وَالْقُمْصَانِ وَالْعَمَائِمِ وَالأُزُرِ. فَيَكُونُ عِوَضَ الطِّيبِ عُفُونَةٌ، وَعِوَضَ الْمِنْطَقَةِ حَبْلٌ، وَعِوَضَ الْجَدَائِلِ قَرْعَةٌ، وَعِوَضَ الدِّيبَاجِ زُنَّارُ مِسْحٍ، وَعِوَضَ الْجَمَالِ كَيٌّ! رِجَالُكِ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ، وَأَبْطَالُكِ فِي الْحَرْبِ. فَتَئِنُّ وَتَنُوحُ أَبْوَابُهَا، وَهِيَ فَارِغَةً تَجْلِسُ عَلَى الأَرْضِ".

فأولئكِ النِّساءُ المُتَكَبِّرات، وأولئكَ النِّساءُ الشَّهوانِيَّاتِ، وأولئكَ النِّساءُ اللَّاتي يَجذبنَ الأنظارَ إلى ذَواتِهِنَّ لأجلِ أهدافِهِنَّ وَمَقاصِدِهِنَّ الشِّرِّيرة سَيُعاقَبْنَ. فهذه هي كلمةُ اللهِ. وكُلُّ هذهِ الأشياءِ قد لا تَكونُ شِرِّيرَةً بِذاتِها. فأنْ تَضَعَ المرأةُ خَاتَمًا في إصبَعِها ليسَ عَملاً شِرِّيرًا. وأنْ تَرتدي المرأةُ وِشاحًا ليسَ عَملاً شِرِّيرًا. ولكِنَّ المُبالغةَ في القيامِ بذلكَ، والتَّزَيُّنَ بِقَصْدِ الخَلاعَةِ أوِ الشَّهوةِ، أوِ التَّباهي بالغِنى هو عَمَلٌ شِرِّير؛ ولا سِيَّما حينَ تَفعلُ النِّساءُ ذلكَ في وَسْطِ رَعيَّةِ الأبرار. فالمَلابِسُ الفاضِحَةُ، وتَسريحاتُ الشَّعرِ المُبالَغ فيها، والمُجوهراتُ المُبَهرَجَة، والرَّغبةُ الجنسيَّة هي أُمورٌ لا تُعَبِّرُ عن قَلبٍ مَكسورٍ ومُنسَحِقٍ؛ وهو الأمرُ الَّذي يُريدُهُ الرَّبُّ. دَعونا نَحني رُؤوسَنا حَتَّى نُصَلِّي:

أوَدُّ أن أقولَ لكُم شيئًا في الخِتام. لقد وَعَظْتُ بِكلمة اللهِ كَكَلِمَةِ اللهِ. ولكنِّي أدركتُ في قَلبي أنَّني وَعظتُ بِها مِن خلالِ تَذكيرِكُم بما تَقول. ولا بُدَّ لي أن أقولَ لكم إنِّي أشكُرُ اللهَ على النِّعمةِ ورَهافةِ الحِسِّ والصَّلاحِ الَّذي تَتَمَتَّعُ بهِ النِّساءُ في هذه الكنيسة. وأنا لم أَتَعَمَّد إطلاقًا في هذه الرِّسالة أنْ أتحدَّثَ بالسُّوءِ عن نِساءِ هذه الكنيسة.

لقد كانَ مِنْ دَواعي فَرَحي طَوالَ هذه السِّنين أن أقولَ بِنعمةِ اللهِ إنَّ هذه الكنيسة لم تُبْتَلى بأيِّ فَضيحة أخلاقيَّة كبيرة. وأنا أشكُرُ اللهَ لأجلِ النِّساءِ التَّقيَّات. فهذه الكنيسة لم تَكُن يومًا مَكانًا لِعَرضِ الأزياء، أو مَكانًا يَنشَغِلُ النَّاسُ فيهِ بمَظاهِرهم. وأنا أَشكُرُ اللهَ على ذلك. وأنا أُثنِي على النِّساءِ التَّقيَّاتِ في هذه الرَّعيَّة لأجلِ فَضيلَتِهِنَّ، ولأجلِ وَرَعِهِنَّ، ولأجلِ رَهافَةِ حِسِّهِنَّ، ولأجلِ نِعمَتِهِنَّ، ولأجلِ جَمالِهِنَّ، ولأجلِ ذلكَ الرُّوحِ الوَديعِ الهادئِ الَّذي هُوَ الزِّينة الحقيقيَّة للقَلب. فأنا أشكُرُ اللهَ على ذلك.

ولكِنْ بالرَّغمِ مِن أنِّي شَكورٌ، فإنِّي حَذِرٌ كما يَنبغي لنا جَميعًا أن نَفعل لِئَلَّا نَظُنُّ أنَّنا قائمونَ فَنَسقُط. لِذا فإنَّ لدينا أشياءً كثيرةً نَشكُرُ اللهَ عليها. وأنا أشكُرُكَم لأنَّكُم تُظهرونَ مَحَبَّتَكُم للهِ وتَكريسَكُم لعِبادَتِه. ونحنُ نُذَكِّرُ أنفُسَنا جميعًا بالحاجةِ إلى الاستمرارِ في السَّعيِ بهذه الطَّريقةِ المُقَدَّسة.

يا أبانا، أشكُرُكَ مِن أجلِ الأشخاصِ الموجودينَ في هذه الرَّعيَّة. وأشكُرُكَ مِن أجلِ الرِّجالِ أصحابِ القُلوبِ النَّقيَّةِ والأيادي الطَّاهرةِ، ولأجلِ النِّساءِ اللَّاتي يُزَيِّنَّ ذَواتِهِنَّ بالوَرَعِ والتَّعَقُّل، والَّذينَ تَشهَدُ حَياتُهُم جميعًا عنِ المسيحِ وَبلا لَوم. وأنا أسألُكَ، يا رَبُّ، أنْ تَجعَلَنا جميعًا مُرهَفي الحِسِّ جِدًّا لذلكَ التَّوازُنِ الرَّائعِ بينَ أن نُحافِظَ على صُورَتِنا الَّتي خَلَقْتَنا عليها مِنْ جِهَةِ الجَمالِ والنِّعمة، ولكِنْ مِن دونِ أنْ نَتَخَطَّى حُدودَ الحِشمَة.

وأنا أُصَلِّي أن تُساعِدَ كُلَّ امرأةٍ في هذه الرَّعيَّة على أن تَعرِفَ تلكَ المَكانَة، وأنْ تُنَمِّي في كُلِّ قَلبٍ الرُّوحَ الوَديعَ الهادئَ الَّذي هُوَ الجَمالُ الحَقيقيُّ للمرأة، وأنْ تُنَمِّي في كُلِّ رَجُلٍ الحياةَ المُقدَّسَةَ والقَلبَ الطَّاهِرَ الَّذي يُعَبِّرُ عنِ الرُّجولةِ الحَقيقيَّة. وأنا أتضرَّعُ لأجلِ هذهِ الأشياءِ لأنِّي أَعلمُ أنَّها تُوافِقُ مَشيئةَ يَسوعَ المسيح. آمين!

This sermon series includes the following messages:

Please contact the publisher to obtain copies of this resource.

Publisher Information
Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969

Welcome!

Enter your email address and we will send you instructions on how to reset your password.

Back to Log In

Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Minimize
View Wishlist

Cart

Cart is empty.

Subject to Import Tax

Please be aware that these items are sent out from our office in the UK. Since the UK is now no longer a member of the EU, you may be charged an import tax on this item by the customs authorities in your country of residence, which is beyond our control.

Because we don’t want you to incur expenditure for which you are not prepared, could you please confirm whether you are willing to pay this charge, if necessary?

ECFA Accredited
Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Back to Cart

Checkout as:

Not ? Log out

Log in to speed up the checkout process.

Unleashing God’s Truth, One Verse at a Time
Since 1969
Minimize